كتبت: هايدي فلفل
تستعد وزارة الثقافه لإطلاق برنامج ثقافي موسّع مع بداية الشهر القادم تحت عنوان: “فرحانين بالمتحف الكبير… ولسه متاحف مصر كتير” تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة .
ومن المقرر أن تتولي قطاعات الوزارة المختلفة العمل على تعريف الجمهور، خاصة طلاب المدارس، بثقافة زيارة المتاحف، وتسليط الضوء على ما تمتلكه مصر من رصيد ضخم وثري من متاحف ثقافية وفنية تاريخية وقومية ونوعية بالاضافة إلى غرس قيم احترام التراث، والحفاظ على الهوية المصرية من خلال الوعي بأهمية مقتنيات المتاحف المصرية، ويشارك في هذا الأمر كل من المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور أشرف العزازي والهيئة العامة لقصورة الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان وصندوق مكتبات مصر العامة برئاسة السفير رضا الطايفي.
كما يشارك عدد كبير من المتاحف التابعة لوزارة الثقافة في هذا الأمر من ابرزها: متحف دار الكتب والوثائق القومية بباب الخلق، التابع للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، والذي يضم مجموعة نادرة من المخطوطات، والوثائق، والمصاحف، والخرائط، والمسكوكات، والبرديات المكتوبة باللغة العربية، بالإضافة إلى عدد كبير من المقتنيات النادرة الأخرى .
كما أعدّ قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش، برنامجًا موسعًا لزيارة المتاحف الفنية والقومية التابعة للقطاع، بهدف إتاحة الفرصة أمام الجمهور للتعرّف على رموز الثقافة المصرية وتاريخها الفكري والفني.
ويتصدر متحف طه حسين قائمة المتاحف المشاركة في البرنامج، حيث يستقبل الزائرين داخل فيلا عميد الأدب العربي بحي الهرم، والتي تحولت إلى متحف يوثّق مسيرته الفكرية والأدبية ويعرض مقتنياته الشخصية.
كما يفتح متحف أحمد شوقي أبوابه على كورنيش النيل بالجيزة، داخل فيلا “كرمة ابن هاني” التي عاش فيها أمير الشعراء عقب عودته من المنفى.
وفي ميدان صلاح الدين بالقلعة، يقدّم متحف مصطفى كامل تجربة ثقافية مختلفة داخل مبنى شُيّد على الطراز الإسلامي. تعرض فيه مقتنيات نادرة للزعيم الوطني،
كما يضم البرنامج متحف عبد الرحمن الأبنودي للسيرة الهلالية بقرية أبنود في محافظة قنا، ومتحف المنصورة القومي (دار ابن لقمان)، الذي خُلد انتصار المصريين وأسر فيه الملك لويس التاسع داخل الدار عام 1250. ومتحف النصر للفن الحديث ببورسعيد، الذي أُنشئ تكريمًا لصمود المدينة وتوثيقًا لبطولاتها، ويضم أعمالًا فنية لكبار الفنانين المصريين في النحت والتصوير والرسم والجرافيك، معظمها
كما يشمل البرنامج زيارة متحف دنشواي بمحافظة المنوفية، الذي يؤرخ لأحداث مأساة دنشواي الشهيرة عام 1906 وما شهدته من ظلم واقع على الأهالي.
ويشمل البرنامج أيضًا عددًا من المتاحف الفنية البارزة، من أهمها متحف الخزف الإسلامي المقام داخل قصر الأمير عمرو إبراهيم بالزمالك، والمشيد على الطراز الإسلامي بواجهاته المميزة وفناءه الداخلي الذي تتوسطه فسقية تعلوها قبة زخرفية بديعة. ويضم المتحف أكثر من 300 قطعة خزفية تمثل مدارس مصر وتركيا وإيران وسوريا والأندلس وغيرها، بالإضافة لمتحف الفن المصري الحديث، الذي تطوّر عبر عدة مواقع منذ تأسيس فكرته عام 1925، ليستقر في مقره الحالي ويضم المتحف نحو 11 ألف عمل فني تمثل مسيرة الحركة التشكيلية المصرية منذ العشرينيات، موزعة على عشر قاعات وثلاثة طوابق، بالإضافة إلى ساحة خارجية لأعمال النحت.
ويشارك كذلك متحف ومكتبة الفنون الجميلة بالإسكندرية، والتي تضم أكثر من 1300 عمل فني في التصوير والجرافيك والنحت، ويستضيف فعاليات ثقافية وفنية بارزة منذ عام 1955. أما مكتبة الفنون الجميلة، التي يعود تاريخها إلى عام 1892، فتحتوي على نحو 200 ألف كتاب بلغات مختلفة، من أبرزها طبعة “وصف مصر” في أحد عشر مجلدًا.
كما يتضمن البرنامج مركز محمود سعيد للمتاحف بالإسكندرية، المقام داخل قصر الفنان الكبير محمود سعيد، ويتصدر المتاحف الفنية المشاركة “متحف مختار” ، الذي أحد أبرز الصروح الفنية في القاهرة، حيث يجسّد مسيرة رائد النحت المصري الحديث محمود مختار الذي مزج بين التراث المصري القديم والحداثة الأوروبية، معبرًا بإبداعه عن روح ثورة 1919.
ويأتي متحف محمد محمود خليل وحرمه على رأس المتاحف التي تضم قطع فنية فريده للغاية واعمال ذات قيمة لا تقدر بثمن؛ يقع المتحف داخل قصر أنيق شُيّد عام 1915 على الطراز الفرنسي ويطل على نيل الجيزة، ويُعد من أهم المتاحف الفنية في العالم العربي لما يضمه من مجموعة استثنائية من روائع فناني القرن التاسع عشر.
كما تستقبل أكاديمية الفنون برئاسة الدكتورة غادة جبارة زوّارها في متحف الفنون الشعبية الذي يُعد أحد أبرز مراكز توثيق التراث المصري منذ تأسيسه عام 1957، قبل أن ينتقل إلى مقره الجديد بمدينة الفنون ويُعاد افتتاحه في أكتوبر 2020.
وفى المقابل يتيح قطاع صندوق التنمية الثقافية برئاسة المعماري حمدي السطوحي مساعد وزير الثقافة زيارة متحفي أم كلثوم ونجيب محفوظ حيث يضم الأول مقتنيات نادرة لسيدة الغناء العربي، من ملابسها وإكسسواراتها الشهيرة والعود الخاص بها، إلى الأوسمة التي نالتها مثل قلادة النيل. كما يضم المتحف وثائق ومخطوطات لكبار الشعراء، وأجهزة تسجيل قديمة، ومكتبة سمعية بصرية شاملة لحفلاتها وأعمالها السينمائية.
بالإضافة إلى متحف نجيب محفوظ، الذي يحتل المتحف مبنى تكية محمد بك أبو الدهب الأثري بحي الأزهر، بالقرب من منزل مولد أديب نوبل نجيب محفوظ.
كما سوف تتيح دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام لزائريها زيارة متحف عبد الوهاب بمعهد الموسيقى العربية والذي يقدّم رحلة شاملة في حياة الموسيقار الكبير إلي جانب متحف الأوبرا المصرية الذي يقع بالطابق الأول للمبنى الرئيسي لدار الأوبرا المصرية، ويضم جناحين رئيسيين؛ الأول يوثق دار الأوبرا القديمة من إنشائها وحتى احتراقها، ويعرض صورًا نادرة للمسرح وواجهاته وأهم العروض التي قُدمت عليه، بالإضافة إلى قصة أوبرا عايدة مع التصميمات الموسيقية والأزياء. أما الجناح الثاني فيتعلق بدار الأوبرا الجديدة، ويضم ملصقات العروض الكبرى، كتيبات لزيارة الفرق الفنية الشهيرة، ونماذج مجسمة وصورًا فوتوغرافية للمبنى أثناء إنشائه.
و تهدف وزارة الثقافة من هذا البرنامج التي تسليط الضوء على عدد كبير من المتاحف المصرية، والتعرف على القطع المتفردة التي تضمها ، والتي تُمكّن الزائر من استكشاف الهوية المصرية الأصيلة وفهم قيمها الثقافية والفنية المتفردة، كما تُبرز الدور الحضاري الذي لعبته مصر في إثراء التراث الإنساني على مدار التاريخ.

