ورُغم إيمانِى بِسارتر إلا أنِى أرفُض عبثيتُه، لا أقتنِع بِفكرِ سارتر وسُخريتُه، بعد أن هُزِمت فرنسا فِى واتِرلُو بِلا خلص

بقلم: الدكتورة نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

لا تنخدِع بِجمالِ وجهِى وإحتلِم، إنِى حكِيمة لِلمعارِك مُهيئة، ولدىّ تارِيخ طوِيل لدِحرِ أى عدو لِى وأنا أبتسِم، أرسم معاركِى على الورق، وأعِدُ جيشاً فِى الخفاء كى ينتصِر… ورُغم إيمانِى بِسارتر إلا أنِى أرفُض عبثيتُه، لا أقتنِع بِفكرِ سارتر وسُخريتُه، بعد أن هُزِمت فرنسا فِى واتِرلُو بِلا خلص.

تِلكَ النصائِح أُعطِيها لك بِلا إنتِظارٍ لِلثمن، لا أُضحِى إطلاقاً بِنفسِى كما ترى مادام إيمانِى بِفِكرِى يُنتقص، لا تُلقِى بالاً لِلخيانة يا عزِيزِى بل إمضِى قدماً وإنتصِر، جهزّ جِيُوشك لِلإقتِحام وإنتظِر… إمكُث قلِيلاً حتى يُباغِتُك العدو ثُم إنتفِض، كم مِن معارِك مِن دُونِ سببٍ أُشعِلت رُغم ضآلةِ الفُرص.

ورُغمّ أنك قبلت التحدِى معِى، لكِننِى لن أُسلِم وأُعطِيكَ شرفَ المُحاولة معِى، فخِصُومتِى أشرف مِن أن تكُون لِشخصِ أبله يرمِى آذانُه على الملأ… إنصِت قلِيلاً يا فتى، تِلكَ الحِصُون قد أُسقِطت، تِلكَ الحِرُوب فنُ أهوج تبدأ بِكلِمة وتنتهِى بِلا إنتِصار أو أمل، لولا الحِرُوب ما كان سِلماً قد رقص.

لا تندفِع لِدِخُولِ حرب يا رفِيقِى كى تُثبِت أِنك أقوى وكفى، هئ دِماغُك لِلخِسارة أولاً، لا تمُدُ يدُكَ بِالسلام لِمن خان ثِقتُك وراء ظهرُك وقبُض على أنقاضُكَ الثمن… أِعطِينِى عقلُك فِى رشد، وقتَ الحِساب يا بُنِىّ بعد المعارِك لا شئ قبلُه يُنتهى، وفِرّ أحاسِيسُك لِنفسُك، فالحربُ تأكُلُ الخصِيب والقصصّ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *