وثّقتُ كُلَ رِحلة وأُخرى كطِفلة ضاعت مِن والِديها وبعد مُدة عثرُوا عليها فِى الغائِبِين

بقلم: الدكتورة نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

سأحكِى لك ماذا صنعت يوم غادرتَ يداكَ كالجنِين، قد صِرتُ أُخرى غير ذاتِى ووجهِى الجمِيل، وبحثتُ عنكَ فِى كُلِ شِبرٍ والزوايا بِلا مُعِين… أذهب إلى كُلِ الموالِد لِأستكِين، وأظلُ أصرُخ مع كُلِ زائِر بِلا يقِين، وسمِعتُ قِصصاً وثقتُها عن مآسِى الحاضِرِين، قد ذاع صيتِى فِى أدبِ المُعذبِين.

وكم نضُجتُ سِنِين عِدة، ترانِى أحذُو بِغيرِ وعىٍ حذو الدراوِيش والمُتصوِفِين، أشدُد رِحالِى إلى بِلادٍ بعِيدة عنِى كالمُتغرِبِين، أحِسُ مُتعة بِالإغترابِ لِأرضِ أُخرى كالسِائِلِين… ولقد علِمتُ كُل خبايا العاشِقِين، وثّقتُ كُلَ رِحلة وأُخرى كطِفلة ضاعت مِن والِديها وبعد مُدة عثرُوا عليها فِى الغائِبِين.

وأنا أُسافِر بالكادِ مِن نفسِى إلى نفسِى بِلا دلِيل، وأظلُ أسأل كُلِ عابِر يمرُر أمامِى هل رآكَ لِأسترِيح، تحولتُ فجأة إلى مُرِيدة على كُلِ وجهٍ بِلا أى لِين… أشعُر دواراً فِى كُلِ وقتٍ وأستغِيث، وأقُول إشارة لِقُربِ موعِدُنا الحمِيم، والأرضُ فوضى مِن أمامِى، ورُغمّ عنِى أنتظِرُكَ فِى كُلِ حِين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *