والبعضُ يُخطِئ ويصِرُ أنِى مِن ثقافة آسيوِية أو لاتِينِية فِيها تحدِى على غِمُوض

بقلم: الدكتورة نادية حلمي

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

فإنِى كم أهوى المساء تحت الجِسُور، وأظلُ أكتُب فِى هِدُوء بِفنجانِ قهوة وآذانِ صاغية فِى بِرُود، وأمسك بِهاتفِى وأظلُ ألتقِط صُوراً كثِيرة بِلا خِمُود… فِى كُلِ لِيلة لدىّ شكلٌ جدِيد، فِى مرة شعرٌ تراه قصِير وفِى مرة أطول ومرة أشقر فِى لونِ بُنِى يُحاكِى الغِرُوب، ولدىّ خِطاباتُ عِدة ورسائِل عدِيدة تجِئُ لِى فِى كُلِ يومٍ لِإبداءِ نظرِى فِى كُلِ مِنها فِى وِضُوح.

يقُولُون عنِى مِن أرضِ أُخرى وبلدُ آخر فِى رِدُود، والبعضُ يُخطِئ ويصِرُ أنِى مِن ثقافة آسيوِية أو لاتِينِية فِيها تحدِى على غِمُوض… فأظلُ أصرُخ كم أهوى وطنِى وتُراب ناسُه وأهراماتُه وعِبق نِيلُه فِى شِمُوخ، فمِصرُ عِندِى كُل الحياة بِغيرِ ضجرٍ أو أىُ شكوى مِن شئ فِيها بِلا شِرُوخ، والوِحدة صعبة لكِنِى كم أهوى الكِتابة طُوال ليلِى حتى أطِير فوق السِفُوح.

وفِى كُلِ يومٍ تصِلنِى دعوة لِكى أُهاجِر وأجِدُ ذاتِى فِى وطنِ آخر، لكِن نفسِى تأبى الخِرُوج، وأنا أُحارِب على طرِيقتِى بِشكلٍ مُميز فِيه إختِلاف على بِرُوز، بِفكرِ آخر مُنذُ جِئتُ حتى حِينُه بِلا رِضُوض… ولدىّ عادة وُلِدت معايا فِى كِمُون، فأظلُ أرسِم خرائِط كثِيرة وأنا أُمزِق ماضِيها كُلُه وأُعِيد صِياغة خُطُوط أُخرى بِكُلِ فِكرِى، وكأنِى أنحت فِى الصِخُور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *