نصّبتُ كيانِى مُؤدِيةً لِرِواية حُب على خشبِة مسرح

بقلم الدكتورة: نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

قالُوا لِى تراكِ أكثرتِى الغزل، بِكلام مُفعم بِمعانِى حُب مُبتذل، فمن يرى بين السِطُور يرى حبِيبة مُتيمة، ومن يتمعن الصِور سيرى أسِيرة مُقيدة… فأطرقتُ رأسِى صامِتة ثُمّ أجبتُ على عجل، مهلاً بِقلبِى يا فتى، لا أحد يفهم كيف تأتِينِى الجُمل، أُهذِى فأهُذِى على مسمعِ النغم، أُطلِق آهاتِى علّ تُسمِعُ الدُنى، وأثُورُ لِكُلِ كلِمة، وأنا أسرحُ

أكتُب أشعار رُومانسِية كى أُحِىّ حِرُوباً لا تهدأ وأعتذِر، أشعلتُ بِقلمِى ثورات لا تُختمد، حطمتُ صِرُوحاً قد شابت فِى لمحِ البصر… فالحُبُ جمِيل مع التعبِير والمعنى لا مع الصمت، فتنهد عِشقاً أمامَ سِتار لا مِن خلفِ النظر، كسّرتُ قِصُوراً مِن وهمٍ، وأزلتُ مُحال، وأعدتُ كرامة العاشِقِين فِى رحب، ونصّبتُ كيانِى مُؤدِيةً لِرِواية حُب على خشبِة مسرح

فكتبتُ بِقلبِى لا بِقلمِى أشياءً تُدهِشُ من يقرأ، وصنعتُ تارِيخاً لِكُلِ مُحِب بِتوقِيعِى وأنا أرحل، ونثرتُ الحُب على الأرضِ فِى تخيُل، وجلستُ أُشاهِد رِواية لم تُكتب… أوهمتُ العالم أن الجنة على الأرضِ قد وُجِدت، وبِأن البُعد عما نُحِبُ أسوأ منفى، وبِأن حماسنا لِلأشياء مع الحُبِ قد يرجع، أهديتُ قُلُوبَ العاشِقِينَ كِتاباً يُغلق حِيناً ثُمّ يُفتح

وأصِرُ على كِتابة أشعار لِلحُبِ بِقصصِ تفوحُ رُومانسِية، وتجِدُنِى معها أتعذب، أتذكر جُزءاً مِن آلامِ كُلِ مُحِب وأسترجِع، وأقولُ لِنفسِى أن أمضِى لا أتوقف… فكتمُ الحُبِ يا سادة هو أمرٌ مُرهِق، يجعلُنا نختنِقُ ألماً، وذِكرى أيامُ جمِيلة قضيناها مع الحُبِ قد تُشفع، والحبُ يُوقِظُنا بِلا نومٍ ونحنُ نُريدُ أن نغفُو، والبُعدُ عِقاب بِلا بوّح

وددتُ لو أنِى أُحِى الحُب على الأرضِ أسطُورة تعِيشُ فِينا لِلأبدِ، لا أخجل مِن لفظِ أُحِبُك أو أكتُم، فالخجلُ فِى الحُبِ يُخنِق… إنِى أُحِبُك مازالت تُهدهِدُنِى، وتُهدأ نفسِى وتُشعِلُنِى، والقلبُ يمِيل لِمن بِالحُبِ يُعمِرُه، أشتاقُ وذنبِى تعبِيرِى عن حُبِى بِصوتٍ خافِت فِى همّس، هيهات أكُونُ لِوحدِى مع أشعارِ الغزل، فأثقُب قطرة مِن غيثٍ فِى فرح

وصمّمتُ آذانِى مُناكفةً عن أى نصِيحة تقُولُ كفاكِى قصائِد حُب على الملأِ، لا أسمع فالحُبُ أعظم من وُلِد، وسأُعطِى العُذر لِكُلِ مُحِب حتى يتعِظ… فكم أشعُر أن معركتِى عسِيرة كى أنثُر بِذُوراً مِن حُبٍ تنمُو بِبُطئٍ ثُمّ رُويداً تنتشِر، فأُنعِش أحلاماً مسلُوبة مِن زمن، وأُعيدُ ليالٍ وردِية لِلجسد، يتعايش فِيها مع الرُوحِ بِلا كبح

لا تُخفُوا هواكُم عنِ النظر، فيفيضُ القلب دِمُوعاً تنهِمر، تِلكَ الأشياءِ المقلُوبة حتماً ستختفِى، أصدقتُ يومَ ألهمتُ العالم أبياتاً مِن شِعرٍ تُسافِر سِراً مع الزمن، وترتحِل… فجعلتُ حياتِى فِى مُهِمة بِين طياتِ أشعارِى مع الورق، تِلك الشِمُوع ما بالِى لم تُنطفئ، لأن الحُب قد وُجِد فِيها جاثِماً لم يختفِى، قد باحت والقدرُ آواها فِى لفح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *