بقلم: دعاء سيد
في عالمٍ يعتمد بشكلٍ كبير على التألقِ الفوري والشهرة، يظل العديد من الموهوبين في ظلامِ الغموض، ينتظرون فرصتهم للتألق، يعيش هؤلاء الموهوبون المغمورون في أماكنِ نائية من الإبداعِ، بعيدين عن أضواءِ الشهرة التي تسلطها وسائل الإعلام الاجتماعية.
رغم أنهم لا يحظون بالتقديرِ الجماهيري، إلا أنّ قوتهم الإبداعية تتجلى في أعمالهم، قد يكونون فنانين، كتّاب، موسيقيين أو مبتكرين في مجالاتٍ مختلفة، وتكمن جمالية اكتشاف هؤلاء المواهب في تفاجؤنا بإبداعهم عندما يأخذون فرصتهم للظهورِ، والتحفظ عن الاعترافِ بالمواهبِ المغمورة يعني فقدان العديد من الفرصِ للاستمتاعِ بإبداعاتٍ جديدة وفريدة. إنّ الاكتشاف المبكر لهؤلاءِ المواهب يفتح أبوابًا للتجاربِ الجديدة ويسهم في إثراءِ الثقافةِ والفن.
لذلك، دعونا نبتعد عن الانغماسِ في الشهرةِ السريعة ونكتشف الجواهر المخفية في عالمِ المواهب المغمورة، فإنهم حقًا يستحقون فرصتهم للتألقِ، وربما يكون لديهم القدرة على تحويلِ عالمنا بشكلٍ لا يصدق.
المواهب المغمورة تُعد تحفًا لم يتم الكشف عنها بعد، وقد يكون السبب وراء عدم اكتشافها هو غياب الفرص أو عدم وجود منصات تروج لها، فيجب أنّ ندرك أهمية تشجيع المجتمعات والمؤسسات على توفيرِ بيئةٍ داعمة لهذه المواهب، لتأتي الأفكار الابتكارية إلى الواجهة، كما يمكن تنظيم معارض فنية محلية أو مهرجانات ثقافية للسماح للمواهب المغمورة بعرضِ أعمالهم والتفاعل مع الجمهور، هذه الفاعليات تعزز التواصل المباشر بين الفنانين والمهتمين، مما يسهم في بناءِ مجتمع إبداعي يعترف بقيمةِ المواهب الجديرة بالاهتمامِ.
ختامًا، يجب علينا أنّ نبذل جهدًا إضافيًا للبحث عن المواهبِ المغمورة وتقديم الدعم لها، سواء من خلالِ دعمهم ماليًا أو منحهم الفرصة للتألق، فقد يكون الشخص المغمور اليوم هو الرائد الذي يُغيّر مسار الفن أو العلوم غدًا، فتشجيع المواهب غير المعروفة يعزز التنوع الثقافي ويُثرِي الفضاء الإبداعي بأفكارٍ جديدةٍ ومبتكرة.