من زعُمّ بِأن أُمومة غزة لا تُشبِه 

الشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

يعيشُ الناس فِى غزة كما الأموات، فطِفُولة غزة تتحجر مدفُونة بين رُفاتِ الأنقاض، وشوارِع غزة قد خُويت، تتأذى مِن جِيشٍ مُحتل فِى إرهاب… ومقاطِع فيديُو تتوثق فِى دهشة تتفجر بُركان، والعالم كُلُه قد إنتفض فِى مُواجِهة أمرِيكا وأفعالها فِى إذلال، وشاشاتُ العالم تخذِلُكُم فِى واشُنطُن بِلا كذبٍ بِحقائِق حُرة تنساب

لقد هزت شوارِع غزة عِرُوش واشُنطُن وتل أبيب صفعات، وملامِح كُره تُغتال، تتحدى غزة أمرِيكا وقادة حرب إسرائِيل فِى شغبٍ وإعجاب… نقترِبُ حثِيثاً مِن نصرٍ، فورطة واشُنطُن وتل أبيب تزداد، وشُعوبُ العالم قد فاقت من أى سُبات، والعالم كُلُه قد بات على صواب، وغزة الحُرة قد ثأرت لِكرامتُها فِى إلهاب

وشبابُ واشُنطن قد ثارُوا فِى مُواجهِة ظُلماً قد حاق، وورائُهم عالم يهتاج، والعدلُ فِى جنُوب أفرِيقيا يقتصُ لِيُقاضِى قادة حرب تل أبيب وواشُنطُن فِى عِقاب… وسقُوط أمرِيكا بات وشِيكاً فِى عالم كُلُه يهتاج، واللُوبِى الأقوى فِى واشُنطُن قد عجز عن زرعِ الأشواك، وغزة إنتصرت فِى الحربِ على الأبواب

سأُوجُه كلِمة وخِطاب لِيهُودِ واشُنطُن بِلا تفصِيل فِى إيجاز، ماذا جنيتُم مِن قتلِ طِفُولة فِى غزة سِوى ملامِح كُره تُرتاب، فهل فُزتُم على غزة أم وقف العالم كله إليكُم بِالمِرصاد؟… أيا أُماً يهُودِية سأُريكِ ملامِح مِن أُمٍ غزاوِية تتهرب كما الأموات، تتحجر بِمشاعِر سُحِقت مِن آلة حرب دموِية لِبنِى صِهيُونِ فِى إرهاب

من زعُمّ بِأن أُمومة غزة لا تُشبِه أُماً يهُودِية فِى صلفٍ ورِداء؟ من قال إن الغزوِيين بِلا ثمنٍ وحِساب، فأُمُومة غزة قد رُويت بِدماءِ الشُهداء، وأُمومة غزة تتضاعف لِشقِ البطنِ وتقطيعِ الفلذات… من زعُمّ بِأن يهود العالم شعبٌ مُختار، من أعطى الحقَ لِبنُوكُم لِسلبِ حِقُوقٍ تُغتال، من أخفى حقيقة أنساب

فيهودُ العالم قد نُبِذُوا مِن بعدِ حرائِق غزة فِى إبعاد، ويهودُ العالم فِى حاجة لِتخفِى لِواقِع غزة المُعتاد، ويهودُ واشُنطُن قد قامُوا مِن خلفٍ بِإغلاقِ الأبواب… ويهودُ العالم قد غابت ضمائِرُهُم لِقصفِ طِفُولة فِى غزة فِى إزهاق، وتخفُوا مِن أى عِقاب، فهل فُقِدت أُمومتكُم فِى التوراة بِضميرِ اليقِظة بِلا حِساب؟

أيا أُماً يهُودِية أنأخُذ إبناً مِن صُلبُك كما الأُمِ فِى غزة ونقتُلُه كما الدُمِية فِى ثبات؟ سنترُكُه لِأيامٍ بينَ رُفاتِ الأنقاض، ويا أُماً يهُودِية سنأخُذُكِ لِساعاتٍ فِى غزة لِوصفِ شِعُورِك فِى سُكات… نُريدُ قرارُك مفهوماً بِلا إبداءِ الأسباب، وستسقُط بِنا الأيام فِى عركٍ يشتدُ فِى إذعان، فأُمُومة غزة قد ذُبِحت أمام مرأى مِن العالم، وتهاوت بينَ السِرداب

فهل يسمح يهودُ العالم بِأن تمضِى فلذاتِ كبّدهُم فِى غزة إلى يومٍ بِلا مأوى أو زاد؟ وهل يظهر رجُلٌ صالِح لِيُعيدُ الرُشد لِقادة حربِ إسرائِيل وواشُنطُن فِى إغضاب… فالعالم كُلُه مع غزة فِى نِداء، يتظاهر شرقاً أو غرباً بِلا خوفٍ وغِياب، فضميرُ العالم إستيقظ من أى سُبّات، فوقف لِغزة يُنادِيها، يُبادِلُها الحُب فِى تقوى، والعالم كُلُه فِى ثورة وإضراب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *