بقلم : هند الهواري
غزة بلا حرب ..فمن وسط الركام وفوق أنقاض الذكريات خرج أهل غزة في عرس ولكنه ليس كأي عرس
اليوم يحتفلون و يهللون بصمودهم في وجه الكيان المحتل الذي جر أذيال الخيبة وتراجع بعد سلسلة من الغارات الوحشية و سيل من القنابل المدمرة التى أهلكت أهل غزة العزل .
اليوم قد تم التوصل إلى هدنة بين الكيان المعتدى و فلسطين بعد معاناة دامت لأكثر من سنه ونصف من القتل والتشريد والجوع والخوف .
بالأمس القريب كان أهل غزة لا يصدقون إنهم على مشارف هدنة يلتقتون معها الأنفاس.. اليوم يمر عليهم كسنة مما تعدون ..و الساعة لا تخلوا من قتل الأبرياء أو قصف المنازل ..السماء تمطر وابلٱ من القنابل و الأرض تروى بدماء الشهداء و المدارس والملاجئ تهدم على رؤوس النازحين وأعمال التخريب والدمار تعم أرجاء القطاع . ومن تحت رماد الحرب كان لهم سؤال و مطلب و أمل واحد آما من فرج قريب ؟
الآن وبعد طول إنتظار تم الإتفاق على هذة الهدنة و ايٱ كان ماوراء تلك الإتفاقية سلام مؤقت أم خطة لمؤامرة جديدة تغزو منطقتنا المبتلاه ، فقد حان الوقت لأهلها المكلومين أن تفرح أفئدتهم و لو للحظات ، أن يطووا صفحة عسيرة عانوا فيها كثيرٱ و تقلبوا فيها على جمر مشتعل . حان اليوم أن ترفع المآذن و تقام الصلوات و تسمع أصوات التكبيرات و تأمن البيوت و يستشعروا الأمان في شوارعهم و أن تتلألأ سمائهم بنجومها و أن يناموا ولو لليلة واحده يغمرها الهدوء . فهم بحاجة إلى إعمار أنفسهم قبل إعمار بلادهم .
فسلام على غزة وأهلها ولا نرجو لهم إلا نعيم الدارين .