من تواضع لله رفعه

كتبت: دعاء سيد

التواضع أحد أهم القيم في الحياةِ الإسلامية، حيثُ يتعامل المؤمنون مع هذه القيمة كمُرشد أخلاقي يُرشدهم في حياتِهم اليومية، ويقوم هذا المبدأ العظيم على أساسٍ إيماني وأخلاقي، حيثُ يتعلق بتواضعِ الإنسان واعترافه بالقدرةِ اللامتناهية للِّه وعظمتهِ.

“من تواضع لله رفعه” نستند إلى الفهمِ العميق للربطِ بين التواضع والرفعة، حيثُ يتجلى رفع المؤمن في قدرتهِ على التخلص من الكبرِ والغرور والتواضع أمام اللِّه-عز وجل-، قال-تعالى- :«وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا»(الإسراء:37)، وهى دعوة للتواضع وعدم التكبر.

تتجلى قيم التواضع أيضًا في العلاقاتِ الاجتماعية، حيث يُحث المسلمون على التعاملِ بروحِ التواضع والاحترام، ويشدد النبيُّ(ﷺ) على أهميةِ التواضع قائلًا: “مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ اللَّهُ”، مظهرًا للارتباطِ العميق بين التواضع والرفعة في الدنيا والآخرة، ويعد التواضع من صفاتِ النبيِّ(ﷺ)، كان يعيش بسيطًا يتحلى بالتواضعِ في تعاملهِ مع الناسِ، فقد روى الإمام مسلم عن أنس بن مالك قال: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ(ﷺ) أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، لَيْسَ بِفَاحِشٍ وَلَا مُتَفَحِّشٍ”، مظهرًا لتواضعه وسماحته في التعامل.

ومع العلم والتعلم، يظهر التواضع أيضًا كأساس لاكتساب المعرفة والحكمة، حيث يشير الإسلام إلى أهميةِ فتح القلب والعقل لاستيعاب العلم بتواضعٍ، وعدم الغرور بالمعرفةِ المكتسبة.

باختصار، يُظهر “من تواضع لله رفعه” كيف يُشجع الإسلام على تواضعِ الإنسان واعترافهِ بفضلِ اللِّه-تعالى- ؟
مما يؤدي إلى رفعهِ في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *