بقلم : هند الهواري
تحت سماء زرقاء شاسعة وجدت نفسها تقضي حياتها في الترحال بين المدن.
كل مدينة كانت تأخذ خلاصة روحها، حتى تتصور أنها لا تستطيع فراقها. ثم يحين موسم الرحيل، فتحمل حقائبها وهي تنزف ذكرياتها ودموعها، لتخرج صوب موتها المنتظر. لكن، كل موت كان يمنحنها حياة جديدة، لتجد نفسها أمام بوابة مدينة أخرى، تربت على كتفها وتبتسم في وجهها وتجفف دموعها وتمنحنها ورودٱ و أملٱ وعطفٱ ورحمة.
تراها وقد عبرت إلى المستحيل، وحلقت في سماء تشبه زرقة الأحلام…تأخذ تلك المدينة من جديد خلاصة روحها حتى تتصور أنها لا تستطيع فراقها، ثم يحين موعد الرحيل.. ومن مدينة إلى مدينة، يرهقها السير وتتعبها المسافات وتشقيها خيالاتها، فمتى ستنتبه إلى أنها هي المدينة، وأن قلبها هو المستقر والمستودع، وأنها لا ترحل منه إلا إليه؟