منظمة الصحة العالمية تُقرُّ بالقضاء على التراخوما بوصفها مشكلة صحية عامة في باكستان

كتبت: أمل محمد أمين

صَدَّقت منظمة الصحة العالمية على القضاء على التراخوما بوصفها مشكلة من مشكلات الصحة العامة في باكستان. والتراخوما مرضٌ تسببه عدوى بكتيريا المُتَدَثِّرة الحثرية، ويمكن أن يؤدي إلى العمى غير القابل للشفاء إذا تُرِك دون علاج.
وقد أصبحت باكستان الدولة التاسعة عشرة على مستوى العالم بين الدول التي حققت هذا الإنجاز التاريخي. ونجاحها في ذلك يؤكد التزام حكومة باكستان السياسي بالصحة العامة، وقيمة الدعم التقني الذي تقدمه المنظمة، والإسهامات الرائعة التي يقدمها المهنيون الصحيون، والمجتمعات المحلية التي يتوطن فيها المرض، والمجتمع المدني، والشركاء مثل منظمة سايت سيفرز (Sightsavers)، والبعثة المسيحية للمكفوفين، ومؤسسة فريد هولوز (Fred Hollows). ويُعدّ هذا الإنجاز علامةً بارزةً في المكافحة العالمية ضد الأمراض التي يمكن الوقاية منها والقضاء عليها.
وفي عام 1997، كانت باكستان أول بلد يحصل على إشهاد على خلوه من انتشار داء التنينات (داء الدودة الغينية). ويُعدُّ القضاء على التراخوما بوصفه مشكلة صحية عامة إضافةً إلى هذا الإرث. وهذا النجاح الذي تحقق مؤخرًا ليس نهاية المطاف، بل هو تمهيد لتحقيق مزيدٍ من الإنجازات البارزة على طول الطريق.
وكما قال رئيس وزراء باكستان، شهباز شريف: «يمثل اليوم لحظة محورية في مسيرتنا نحو مجتمع أوفرَ صحةً في باكستان. وإننا، بالتعاون مع شركائنا، لا نحتفل بهذا الإنجاز فحسب، بل نؤكد من جديد التزامنا الذي لا يتزعزع بمكافحة الأمراض التي تعوق تنميتنا الاجتماعية والاقتصادية والقضاء عليها بفعالية، من خلال جعل الرعاية الصحية الجيدة في متناول الجميع في باكستان».
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: “إن القضاء على التراخوما بوصفها إحدى مشكلات الصحة العامة في باكستان إنجازٌ هائلٌ لهذا البلد ولمكافحة هذا المرض على الصعيد العالمي”. وأضاف قائلًا: “إن هذا الإنجاز المهم لخير دليل على تفاني العاملين الصحيين في باكستان تفانيًا لا يتزعزع، ومنهم كثيرون يعملون على مستوى المجتمع. كما أنه يُسلّط الضوء على قوة العمل الجماعي والتفكير الابتكاري والالتزام المشترك بمستقبلٍ أوفرَ صحةً للجميع. وأثني على باكستان لتفانيها ونجاحها في حماية رؤية الملايين”.
وأكدت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة حنان حسن بلخي، أهمية هذا الإنجاز، قائلةً: “تهانينا لباكستان على التخلص من التراخوما! والآن، قضت باكستان على مرضين مداريين مُهمَلين، مما يدل على تفاني البلاد في مجال الصحة العامة ويُشكّل مصدر إلهام للجميع”.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في باكستان الدكتور لو دابينغ: “هذا إنجازٌ بارزٌ سيُنقذ آلاف الأشخاص من الإصابة بضعف البصر أو العمى اللذين يمكن الوقاية منهما”.
ويُسلّط نجاح باكستان الضوء على فعالية استراتيجية جراحة الأهداب والمضادات الحيوية ونظافة الوجه وتحسين البيئة (SAFE) التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية للقضاء على التراخوما، والتي تشمل جراحة الشعرة والمضادات الحيوية للتخلص من العدوى، ونظافة الوجه وتحسينات بيئية للحد من انتقال العدوى.
إن نجاح باكستان في القضاء على التراخوما بوصفها إحدى مشكلات الصحة العامة يُذكرنا بقوة بأن مكافحة العديد من أمراض المناطق المدارية المُهمَلة والقضاء عليها واستئصالها هدفٌ يُمكن تحقيقه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *