مضى عام ونصف ولا يزال السودان جريحٱ فإلى متى ؟

بقلم : هند الهواري

ما للعروبة تبدو مثل أرملة ..أليس في كتب التاريخ أفراح .

بيت من أبيات قصيدة دمشقية كتبها الشاعر السوري نزار قباني عندما وصف حجم الدمار في دولنا العربية بعد نكسة عام ٦٧ .

فماذا عنا اليوم ياعرب ؟

ففي ظل إنشغال الإعلام الدولي بالقضية الفلسطينية ودمار لبنان وحرب الصواريخ بين إسرائيل وإيران ..نسوا و تناسوا أن هناك جرح غائر في الجسد العربي ينزف ولا ينتبه له أحد .. أنه السودان المنسي أو بلاد الألف حسرة وحسرة كما وصفها السودانيون أنفسهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي وهم يرون حجم الدمار الذى لحق ببلادهم ..

السودان الذي حلم يوما بدولة مدنية ديمقراطية يشهد اليوم تدهور في الوضع الأمني والإقتصادي والإنساني .
حيث اضطر الملايين من أبناء شعبها للفرار من منازلهم هربٱ من هول الحرب والنزوح واللجوء إلى دول الجوار بينما اضطر آخرون للبقاء تحت وابل من النيران بسبب فقر حال دون خروجهم منها.

شعب السودان الذى عرف بالكرم بات اليوم يتضرر جوعآ وفق ما وصفته منظمة الأمم المتحدة .

فنرى اليوم شوارع العاصمة المثلثة الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري وقد خيم عليها الصمت و الوحشه و فقدت نبض الحياة فيها وتحولت أرضها إلى ساحات من المعارك و إمتلأت سمائها بالرصاص المتطاير وصوت أزير الطائرات الحربية .

السودان تاريخ أراد المتمردون ومن خلفهم أن يصبح رمادآ فقتلوا من قتلوا وحرقوا ما حرقوا من مؤسسات ومكتبات ومتاحف ومدارس وجامعات وبنوك و سلبوا ونهبوا ..ولكن فات على هؤلاء المرتزقة أن السودان عصي عليهم فها هي الكفة تميل لصالح الجيش السوداني و بصيص من الأمل بات يترقبه السودانيون مع إزدياد حنين العودة إلى وطنهم وحلم تشكيل دولة مدنية و استقرارآ للأوضاع بعد سماع أخبار عن مكاسب وإنجازات للجيش السوداني و انشقاق لقائد من قادة الدعم السريع وهو أبو عاقلة كيكل و استسلامه و قواته للجيش .ولكن الأقدار أبت إلا أن يستمر نزيف الشعب السوداني وأن تروى دمائهم الطاهرة تراب وطنهم حيث قامت عصابة مليشيات الدعم السريع بإنتهاكات بحق المواطنين الأبرياء هي الأبشع منذ إندلاع الحرب في السودان ..قتل و إغتصاب وضرب و إهانة لكبار السن و نهب للأموال و الممتلكات وإبادة جماعية لسكان ولاية الجزيرة وثقتها مقاطع وفيديوهات متداولة عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
السودان يتألم و قادته و ساساته يتحاورون فوق أفواه الدبابات والعالم يكتفى بالمشاهدة و منظماته على عهدها من الشجب و الإستنكار وليس هناك حلولاً تبدو على الأرض .

فهل ما يحدث في السودان هو صراع داخلي حقٱ كما يبدو للعالم أم إنه تآمر خارجي لتقسيمه؟ ومن المستفيد؟

قد تبدو الصورة قاتمه اليوم لأهل السودان ولكن ولرب نازلة يضيق لها الفتى ذرعاً وعند الله منها المخرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *