كتبت: دعاء سيد
تُعتبر سورة النساء في القرآن الكريم مرشدًا شاملًا للإنسانِ في جوانبِ حياته المختلفة، حيث تحتوي على توجيهاتِ دينية وشرعية تتناول العديد من المسائلِ الاجتماعية والأخلاقية والقانونية، وتبرز السورة مفاهيم العدل والإحسان والمساواة بين الناس، وتحث على الرحمةِ والتسامح في التعاملِ مع الآخرين.
توضح السورة أحكامًا دقيقة تتعلق بحقوق المرأة في الميراثِ والزواج والطلاق، مع تأكيد على أهميةِ المعاملة الحسنة والعدل تجاهها، وتذكر السورة أيضًا بضرورةِ الإحسان والعدل في التعامل مع الأيتام والمساكين والمحتاجين وذوي القربى، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللّه(ﷺ): “خيركم خيركم لأهلهِ، وأنا خيركم لأهلي، وأنا خيركم لأهلي”
(رواه الترمذي).
تحث السورة على الوصيةً الصالحة وتوزيع الميراث بالعدلِ، وتنبه إلى أهميةِ احترام وتقدير الأقارب والجيران والمساكين في المجتمعِ، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللّه (ﷺ): “من كان يؤمن باللِّه واليوم الآخر، فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن باللِّه واليوم الآخر، فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن باللِّه واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت” (رواه البخاري ومسلم)، وتعزز السورة مفهوم العدالة في الحروبِ والصلح، وتحث على ضرورةِ المساواة وعدم الظلم في المعاملةِ، مشددة على أهميةِ السلام والتسامح بين الأمم.
تعتبر سورة النساء ليست فقط مصدرًا للتوجيهاتِ الشرعية؛ بل هي أيضًا مرشد للإنسانِ في بناءِ مجتمع متكافل ومتسامح، يسود فيه العدل والإحسان والرحمة، ويتسم بالتعاونِ والتضامن بين أفرادهِ.