بقلم: أحمد بدوي
تعد المبادرات الرئاسية من أهم عوامل التنمية المستدامة والشاملة في ظل الجمهورية الجديدة ولكن هناك تحديات تواجه هذه المبادرات وعلي سبيل المثال لا الحصر ،تعتبر “مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان” واحدة من أبرز المبادرات التي أُطلقت في الآونة الأخيرة بهدف تحسين الواقع الاجتماعي والاقتصادي منذ سبتمبر 2024م ،والتي تهدف إلى تحسين الحياة البشرية من خلال مجموعة من البرامج التي تستهدف الإنسان من كافة جوانبه، سواء كانت التعليمية أو الصحية أو الاجتماعية. رغم أن هذه المبادرة قد لاقت دعمًا كبيرًا، إلا أن هناك العديد من التحديات التي قد تواجه تنفيذها على أرض الواقع.
أولا الهدف الرئيس للمبادرة هو تركز المبادرة على تعزيز إمكانيات الإنسان وتطوير مهاراته، من خلال توفير بيئة تعليمية وصحية واجتماعية مناسبة. ويرى القائمون على المبادرة أن الإنسان هو المحرك الأساسي لأي تقدم اجتماعي أو اقتصادي، ومن ثم يجب تمكينه وتطويره ليكون قادرًا على المشاركة الفعالة في بناء المجتمع.
ثانيا اهم التحديات التي تواجه المبادرة وهي رغم الطموحات العالية التي تركز عليها “مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان”، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجهها، منها التمويل المحدود يعاني الكثير من البرامج التي تُنفذ ضمن هذه المبادرة من نقص في الموارد المالية، مما يجعل من الصعب توفير الدعم الكافي لتنفيذ المشاريع بشكل كامل،كما إن التمويل يعتبر أحد أبرز المعوقات التي قد تؤثر في تحقيق الأهداف المرجوة.
البيروقراطية: من أبرز التحديات التي تواجه المبادرة هي البيروقراطية المعقدة في بعض المحافظات، مما يؤدي إلى بطء تنفيذ المشاريع وتأخر استفادة الفئات المستهدفة. في بعض الحالات، قد تضيع الفرص بسبب الإجراءات الإدارية الطويلة،
والاختلافات الثقافية والاجتماعية التي تختلف حسب المجتمعات من حيث الثقافات والقيم والعادات، والمورثات مما يجعل تنفيذ المبادرة يتطلب تصميم برامج مرنة تتلاءم مع السياقات المحلية لكل مجتمع. قد يكون التحدي الأكبر في كيفية التأثير في المجتمعات ذات التقاليد الراسخة التي قد لا تكون مستعدة لتقبل بعض الأفكار الجديدة مثل مجتمعات الصعيد والبدو والمحافظات الحدودية، القصور في البنية التحتية والذي ادي إليه تعطيل تنفيذ خطة واهداف المبادرة الرئاسية حياة كريمة في بعض المحافظات والمناطق النائية أو الأقل تطورا، كما تعاني البنية التحتية من نقص حاد في الخدمات الأساسية، مثل التعليم والرعاية الصحية، وشبكات الصرف الصحي وغيرها،وهذا القصور قد يؤثر بشكل كبير في قدرة المبادرة على الوصول إلى الأفراد المستفيدين في هذه المناطق. واختم مقالي بالجانب المضيء للمبادرة وهي الفرص التي تقدمها المبادرة رغم هذه التحديات، إلا أن هناك العديد من الفرص التي توفرها “مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان” لتحقيق تأثير إيجابي على المجتمع، من أبرزها، تمكين الأفراد من خلال برامج التعليم والتدريب، يمكن للمبادرة أن تساهم في رفع مستوى الوعي وتعليم الأفراد المهارات اللازمة للتكيف مع التغيرات الحديثة في السوق والعمل. هذا التمكين يساهم في تقليل الفجوة بين الأفراد والمجتمعات المختلفة.ايضا تحسين الصحة العامة من خلال توفير الرعاية الصحية والتثقيف الصحي، يمكن للمبادرة أن تساهم في تحسين مستوى الصحة العامة، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والرفاهية في المجتمع، وكذلك دعم المجتمع المدني من خلال خلق بيئة من التعاون والتفاعل بين الأفراد، يمكن تعزيز دور المجتمع المدني في دفع عجلة التنمية. قد تساهم المبادرة في نشر قيم التآزر الاجتماعي والعمل الجماعي ،في الختام تعتبر “مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان” خطوة مهمة نحو تحقيق التغيير الاجتماعي والإيجابي في المجتمع المصري ،وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجهها، إلا أن الفرص التي توفرها تفتح أبوابًا عديدة لتحقيق تقدم ملموس في جوانب الحياة المختلفة. يتطلب الأمر تكاتف الجهود من جميع الأطراف المعنية، سواء الحكومات، أو المؤسسات الخاصة، أو المجتمع المدني، لضمان تنفيذ المبادرة بشكل فعّال ومؤثر.