بقلم الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
ولما إلتقيتُك على حِينِ غفلة ذاكَ المساء، مشّطتُ شعرِى مُسافِرة عكس إتِجاه، فلقد ضللتُ طرِيقِىّ بين المسافة وبعضُها بِلا إنتِهاء… وشممتُ بِك رائِحة خطِرة تخترِق قلب النِساء، تنفُذ سرِيعاً إلى مسامِ كُل أُنثى فِى غِواية تصِلُ المُراد، وطلبتُ مِنكَ فِى عُجالة تصِفُ الجواب.
وسعدتُ يوم قُلتَ لِى أنِى أقوى الأُمنِيات، وأنِى أُنثى مُتكامِلة وسطَ الرِجال، مرأة تصلُح لِلحياة، ليدِى نجمة مُناسبات، تنحنِى لها الرِقاب… ووجدتُ بِطاقة مُعايدة تدُق بابِى على غُلاف، بِصُورة معنا وسطَ قلب، وخططتَ لِى بِضع عِباراتٍ بسيِطة لِغيرتك علىّ، تخشى علىّ مِن الذِئاب.
وتركتُ نفسِى مُحدِقة بينَ الحقِيقة والخيال، ولم أُصدِق إعجابُك بِشخصِى وسط الأنام، ووضعتُ حاجِز لِإقناعِ حالِى بِما قد يتِم وألف إحتِمال… علقتُ عينِى مُثبِتة على شفاك، كأنِى مسلُوبة الإرادة بِلا حياء، والحقُ أنِى أُغشى علىّ مِن فرطِ وهجُكَ بِأجمل ثِياب، وظننتُ نفسِى مُعلقة بين السحاب.
لِمَ أُحِبُك؟ تِلكَ الإجابة تحتاجُ وصفاً يُقنِع جِبال، فِيكَ الحضارة وأصلُها بين الفراعنة وعوامِ شام، فِيكَ الطِفُولة والبراءة، فظننتُ نفسِى قد وُلِدتُ على يداك… لا تحسبنّ أنِى جمِيلة بِغيرِ مِنه بِلا إجتِهاد، أعطانِى دفعة إهتِمام لِأبدُو مُثِيرة بينَ العيان، فبقِيتُ أُخرى غير القدِيمة فِى إنجِذاب.