لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ: أعظم الأذكار 

كتبت: دعاء سيد 

“لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ” هي الكلمة التيّ قامت عليها السماوات والأرض، وبها بعث اللُّه -سبحانه وتعالى- الأنبياء والمرسلين، وهي أعظم ذكر يتقرب به العبد إلى اللِّه -عز وجل-؛ إنّها الكلمة التيّ تجمع معاني التوحيد، وتقر بوحدانية اللِّه -عز وجل- في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.

ذكر اللُّه -تعالى- في كتابه العزيز فضل التوحيد ومعاني “لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ” في العديد من الآيات، يقول اللُّه -سبحانه وتعالى-: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ} (محمد: 19)، وهي دعوة للتوحيد والعلم بمعناه، ويقول -تعالى-:{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} (البقرة: 255)، تأكيد على تفرد اللِّه بالألوهية والقيومية، وأيضًا قال -تعالى-: {وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ} (البقرة: 163)، هذه الآيات ترسخ معاني التوحيد وتحث المسلمين على الإكثار من ذكر “لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ” إيمانًا واستسلامًا للِّه -تعالى-.

جاءت السنة النبوية بأحاديثٍ عظيمة تبين فضل هذه الكلمة وأهميتها، حيث قال التبيُّ (ﷺ): “خيرُ ما قلتُ أنا والنبيُّونَ من قبلي: لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ” (رواه الترمذي)، وقال (ﷺ): “من قال: لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ دخل الجنة” (رواه البخاري)، وفي حديثٍ آخر: “من قال: لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ مخلصًا من قلبه دخل الجنة” (رواه أحمد)، هذه الأحاديث تؤكد أنّ “لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ” ليست مجرد كلمة تُقال باللسان؛ بل هي عقيدة وإيمان يتحقق بالإخلاص والعمل.

“لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ” هي مفتاح دخول الجنة، ولكن المفتاح له أسنان، وهي شروطها من الإخلاص واليقين والمحبة والاتباع، قال النبيُّ (ﷺ): “أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ خالصًا من قلبه” (رواه البخاري).

ذكر اللُّه -تعالى- يمنح القلب سكينة وطمأنينة، قال اللُّه -عز وجل-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28)، ويجعل المسلم يبتعد عن الشرك وأسبابه، فهو تجديد دائم للعهد مع اللِّه -سبحانه وتعالى-، فمن قالها مخلصًا غفرت له ذنوبه، كما جاء في الحديث الشريف: “من قال: لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مئة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكُتبت له مئة حسنة، ومُحيت عنه مئة سيئة” (رواه البخاري).

“لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ” هي أفضل الذكر وأعظم القول، وهي مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة، لنحرص جميعًا على أن نجعلها دائمة على ألسنتنا، وأن نتأمل معانيها ونعمل بمقتضاها، سائلين المولى -عز وجل- أن يجعلنا من أهلها الصادقين، اللهم اجعلنا من الموحدين لك، المخلصين في ذكرك، العاملين بقول “لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ” في حياتنا وآخرتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *