بقلم: الدكتورة نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أتفرحُون وجيشُ غاصِب على الحِدُود يُكيلُ ضرباً فِى الجنُوب؟ أهذا صِدق تراه هذى وسُوريا ضاعت لِنقصِ عقل… فهلِ التحرُر مِن أى طاغٍ يُعطِيك حقاً لِتركِ وطنُك لِمُغتصِبِين، إن الطُغاة يزِيدُوا ألفاً وليس واحِد فِى دلِيل، لو سُوريا ضاعت لوجدتُم مِئاتَ ألفٍ مِن سِجنِ صِيديانا اللعِين.
ماذا ستفعل لِصدِ عدوٍ على مرمى حِدُودِ وطنُك يكتسِحُ مُدُنك ويستهِين؟ أين السِلاح وقُوى المُعارضة إزاء تقدُم مُعتدِين؟… وهضبةِ الجُولان تصرُخ فِى كُلِ سُورِى هل مِن مُعِين؟ والكُلُ يفرح ونسى الحقِيقة فِى ضنِين، لو كُنتُ أملُك أىُ سِلطة لمنعتُ كُلَ خطِيب يقُول إنا إنتصرنا فِى هذا البلدِ الحزِين.
إن الصهاينة أشدُ فتكاً مِن بهوِ صِيديانا المُثِير، أشعُر مرارة فِى كُلِ حلق، وجماهِير غفِيرة ترقُص تمِيل لِلإحتِفالِ فِى كُلِ أرض… واليُتم زاد بعد التقدُم لِحفنة مارقة مِن دُونِ صد، قد دخلُوا بلدة ثُمّ أُخرى، وصوتِى ضاع وأنا أُنادِى إن الطرِيق إلى التحرُر يبدأ هُنالِك مِن الصهاينة الغاصِبِين
إن التارِيخ يا شعب سُوريا يُعِيدُ نفسُه فِى كُلِ حِين، والكُلُ يشهد والعينُ تدمع بِلا حسِيب، والبعضُ يهذِى إن الصهاينة أرحم إلينا مِن حُضنِ بشارِ الدمِيم… تِلكَ المُعارضة تخشى تُواجه قمع جِيشٍ دخل إليها لِسلبِ حقٍ بِلا نصِير، واليومُ أشبه بِمثلِ أمس، قد هرُب أسداً فجاء أرنب لِيزِيدُ طِين؟
فهل إتحدتِم فِى دِمِشق فِى كُلِ جبهة لِطردِ العِصابة لِدنسِ وطنٍ سلبُوه حقُه كالسجِين، تِلكَ الوِجُوه حُفِظت كثِيراً لِلقفزِ شِبراً فِى إدِعاءٍ لِلبِطُولة فِى حضِيض… من قال إن بشار مات وولى عهدُه بِلا رِجُوع، إنظُر ورائُك وإقرأ تارِيخُك مِن سِنِين، الوطنُ شرفٌ وترابُه أغلى مِن أىُ دِين.
يا كُلُ شامة يا عِطر أُم فِى دِمشق تفوحُ صيحة وترقُص سعِيدة لِهِرُوبِ طاغٍ مِن كُلِ قصر، سيعُودُ آخر فِى ثوبِ أتقى حتى التمكُن مِن كُلِ رقبة بِلا ضمِير… والذنبُ ذنبُك لو لم تِنادِى فِى كُلِ إبنٍ أن يستعِد لِلمعارِك لِطردِ دنسِ المُحتلِين، والنصرُ آتٍ مهما طال هذا الظلام فِى يقِين.