لطفه يجري وعبده لا يدري

كتبت: دعاء سيد

قد نمر بلحظاتٍ من الضيق أو الحيرة، فنشعر أنّ الأمور لا تسير كما نرغب؛ ولكن مع مرور الوقت، نكتشف أنّ ما حدث كان لصالحنا، وأنّ اللَّه -تعالى- قد دبّر لنا الخير بطريقته الخاصة، هذا التدبير هو ما يسمى بـ”اللطف الخفي”، حيث يجري لطف اللّٰه دون أنّ ندركه.

اللطف الخفي هو عناية اللّٰه -تعالى- التيّ تحيط بالإنسان في كلِّ خطوةٍ من حياته، سواء في السراء أو الضراء، هو ذلك التدبير الإلهي الذي ينقذ الإنسان من الأخطار أو يسهل له طريقًا، دون أن يشعر بحدوث ذلك، فالعبد قد يكون غافلًا عن تدابير اللِّه الحكيمة؛ ولكن اللّٰه بلطفه ورحمته يدبر له الخير دون علمه.

قصة النبيُّ يوسف -عليه السلام-: عندما أُلقيٰ يوسف في البئر، لم يكن يعلم أنّه سيكون يومًا ما عزيز مصر؛ لكن لطف اللّٰه -تعالى- كان حاضرًا في كلِّ خطوةٍ من رحلته، وحادثة الهجرة النبوية، عند اختباء النبيُّ (ﷺ) وصاحبه أبو بكر الصديق -رضى اللُّه عنه- في غار ثور، دبّر اللُّه -سبحانه وتعالى- بلطفه العنكبوت والحمامتين ليحميهما من المشركين الذين كانوا على وشك الإمساك بهما.

كيف نتعرف على لطف الله الخفي؟ علينا أنّ نتوقف عند بعض الأحداث في حياتنا ونتساءل، كيف أنقذنا اللُّه -تعالى- من هذا الموقف؟ وكيف تدبرت الأمور بشكلٍ مفاجئ؟
علينا التسليم لأقدار اللِّه، فحينما يثق المؤمن أنّ كلَّ شيء يحدث وفق حكمة إلهية بالغة، فإنّ هذه الثقة تولّد الراحة النفسية وتزيد من إيمانه بلطف اللِّه، والرضا بالقضاء والقدر، فكل ما يمر به الإنسان من محنٍ أو شدائد قد يكون بابًا للطفٍ خفي لا يدركه إلا بعد مرور الوقت.

اللطف الخفي هو سر من أسرار التدبير الإلهي، الذي يجعل من العسر يسرًا ومن الشدة رحمة، هو لطفٌ يجري في تفاصيل حياتنا اليومية دون أنّ ندري، ولكن أثره يظهر جليًا مع مرور الزمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *