كيف نستقبل الشهر الكريم بروح إيمانية؟

كتبت: دعاء سيد

شهر رمضان المبارك هو أعظم شهور العام، فهو شهر الصيام والقيام والقرآن، وفيه ليلة خير من ألف شهر، الاستعداد لهذا الشهر الفضيل ينبغي أن يكون استعدادًا روحيًا وبدنيًا، حتى نستفيد منه على الوجه الأكمل.

من أعظم ما يهيئ المسلم لاستقبال رمضان أن يجدد توبته إلى اللِّه -سبحانه وتعالى-، فيترك الذنوب ويستغفر عما بدر منه، لقوله -تعالى-:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (النور: 31)، كما كان السلف الصالح يدعون اللَّه -تعالى- ستة أشهر أن يبلغهم رمضان فإذا جاء، دعوا اللَّه -تعالى- أن يتقبله منهم، ومن الأدعية المستحبة:”اللهم بلغنا رمضان، وأعنا فيه على الصيام والقيام، واجعلنا فيه من المقبولين.”

رمضان شهر القرآن، قال -تعالى-:{شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ} (البقرة: 185)؛ لذا ينبغي للمسلم أن يبدأ في تعاهد القرآن، قراءةً وتدبرًا وحفظًا، ليكون جاهزًا لختمه في رمضان، ويمكن للمسلم أن يهيئ نفسه بالصيام في شعبان، فقد كان النبيُّ (ﷺ) يكثر من صيامه، حيث قالت عائشة -رضى اللُّه عنها-:”ما رأيت النبيَّ (ﷺ) استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صيامًا في شعبان” (متفق عليه).

ينبغي للمسلم أن يضع خطة واضحة لأيام رمضان، بحيث يكون لديه جدول يشمل أوقات الصلاة والذكر وتلاوة القرآن، إضافةً إلى النوم المبكر لضبط مواعيد السحور والفجر، ويمكن البدء بالتقليل من تناول المنبهات والاعتياد على الصيام في الأيام البيض أو الإثنين والخميس، حتى يعتاد الجسم على الانقطاع عن الطعام والشراب، وتجهيز مكان للصلاة والعبادة في المنزل، وشراء كتب الأذكار والتفسير؛ لتكون الرفيق اليومي في رمضان، وإعداد قائمة بالأعمال الصالحة مثل الصدقات وصلة الأرحام وتفطير الصائمين، والدعوة إلى الخير.

من أعظم الأعمال التيّ يستعد بها المسلم لرمضان أن يصل رحمه ويتسامح مع الآخرين، فقد قال النبيُّ (ﷺ):”لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجُرَ أخاه فوق ثلاثِ ليالٍ” (متفق عليه)، ومن أفضل الأعمال في رمضان الإنفاق في وجوه الخير، لقوله (ﷺ):”من فطر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء” (رواه الترمذي).

الاستعداد لشهر رمضان المبارك ليس مجرد تجهيز للطعام أو ترتيب جدول زمني؛ بل هو استعداد للقلب والروح والجسد لاستقبال نفحات هذا الشهر الكريم، فمن أحسن الاستعداد له، نال بركته وأجره العظيم، نسأل اللُّه -تعالى- أن يبلغنا رمضان ويعيننا فيه على الطاعات، ويتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال الصالحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *