كتبت: دعاء سيد
الصدق من أعظم القيم الأخلاقية التي دعا إليها الإسلام وحث عليها في جميع جوانب الحياة، ويعتبر الصدق من الفضائل الكبرى التي تجعل الإنسان محل ثقة واحترام بين الناسِ وتقرّبه إلى سبحانه وتعالى-، ولا يقتصر الصدق على الأقوال فقط؛ بل يشمل الأفعال والنوايا أيضًا.
وردت الكثير من الآياتِ القرآنية التيّ تحثُ على الصدقِ وتبين أهميته، ومنها قول اللَّه -تعالى-:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}(التوبة: 119)، {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ}(النحل: 105)، فهذه الآيات توضح مكانة الصدق في الإسلامِ وكيف أنّ المؤمن الحق ينبغي أنّ يكون دائمًا صادقًا في كلِّ شيء.
ووردت العديد من الأحاديثِ النبوية الشريفة التيّ تؤكد على أهميةِ الصدق، فقد قال رسول اللَّه (ﷺ): “عليكم بالصدقِ، فإن الصدق يهدي إلى البرِ، وإنّ البر يهدي إلى الجنةِ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإياكم والكذب، فإنّ الكذب يهدي إلى الفجورِ، وإنّ الفجور يهدي إلى النارِ، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا” (رواه البخاري ومسلم).
الشخص الصادق يكسب ثقة الآخرين واحترامهم، ويُعتمد عليه في المواقفِ الصعبة، ويشعر براحة الضمير وطمأنينة القلب لأنّه لا يخاف من اكتشافِ كذبه؛ لأن الصدق هو أساس العلاقات الناجحة سواء كانت علاقات اجتماعية أو مهنية.
الصدق قيمة أساسية في الإسلامِ تجلب البركة والنجاح في الدنيا والآخرة، وينبغي على المسلمِ أنّ يتحلى بالصدقِ في كلِّ أقواله وأفعاله، وأنّ يكون مثالًا يُحتذى بهِ في مجتمعهِ، متذكرًا دائمًا أنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- يعلم السر وأخفى، وأنّ الصدق منجاة في الدنيا والآخرة.