كتبت: مروه مرسي
تنفرد مصر بقيمة حضارية لا مثيل لها على مر العصور، ويتمتع جنوبها بقيمة حضارية عظيمة، فهو يحوي العديد والعديد من الأسرار، وعلي الرغم من اكتشاف بعضها إلا أن هناك أيضًا المزيد لم يُكتشف بعد وهذا ما يحرص عليه دائمًا الأثريين، وهو اكتشاف المجهول دائمًا.
وإلي واحد من أهم أسرارها العجيبة التي صُنعت بفعل الطبيعة، كهف أُطلق عليه كهف الجارة، كهف ذو أبعاد سحرية وأضواء ربانية، ساهمت الطبيعة بشكل كبير في تكوينه، وجاء ذلك نتيجة تحجر الماء النقى، ومناخ الصحراء الجاف خلال ملايين من السنين، وذلك حسب تصنيف الجيولوجيين.
ويظهر جمال الطبيعة الساحرة بعد الانطلاق من محافظة أسيوط ناحية الغرب باتجاه الفرافرة وعلى بعد ١٠٠ كيلو وسط رمال الصحراء الغربية، حيث يقع هذا الكهف الساحر والذى تعتقد حين تراه أنه لوحة فنية نادرة من صنع وإبداع رب العزة، ويخالف كل كهوف المنطقة فى تكويناته، وشكل رسوبياته الرائعة، وتبدو الأشكال الرسوبية الهابطة والصاعدة أشبه ما تكون بشلالات مياه متجمدة، وهى نتيجة لملايين من الأمتار المكعبة، من المياه الأرضية التى تسربت خلال رمال الصحراء منذ ملايين السنين وخلقت هذا الكهف الأرضى بفعل الحرارة الشديدة.
كهف الجارة في الصحراء الغربية محور الفرافرة، بأشكاله الرسوبية التابعة لعصر الهولوسين، والذي يعتبر من عجائب الصحراء بمجموعة شللات رسوبية، واكُتشف كهف الجارة فى ٢٤ من ديسمبر عام 1873 على يد المكتشف الألمانى “جيرهارد رولفز” وذلك أثناء رحلته للمنطقة وقاده الدليل فى الطريق إلى مكان يدعى الجارة يبعد عن أسيوط ١٠٠ كم باتجاه صحراء الفرافرة، حيث دون المستكشف الألمانى “جيرهارد رولفز”، فى مؤلفاته عن الصحراء الغربية.
حيث دون أنه شاهد العشرات من النقوش البشرية دخل هذا الكهف، تفيد أنه كان ملجأ للكثير من البشر الأوائل الذين سكنوا تلك المنطقة خلال ترحالهم وسفرهم خاصة أنه قريب من طريق درب الأربعين طريق التجارة والسفر لكل قارة أفريقيا، حيث يخرج أصحاب هوايات السفر والسفارى إلى هذا الكهف مرات عديدة فى السنة وبخاصة فى فصل الشتاء للتمتع بالطبيعة الساحرة.
ويقع كهف “الجارة” في قلب الصحراء الغربية، بين الواحات البحرية، ومحافظة أسيوط بمنتصف صحراء الفرافرة بالقرب من وادي محرق، بعد محمية الصحراء البيضاء بحوالي 7 كيلومترات شرقاً باتجاه أسيوط.
وهو عبارة عن تكوينات رسوبية نتجت عن وجود نظام مائى كبير هائل منذ ملايين السنين، فيما يعرف بظاهرة الصواعد والهوابط الصخرية داخل الكهف، والأعمدة التى حدثت نتيجة التحامها بمادة كربونات الكالسيوم التى كانت ذائبة فى المياه، وجرى أول مسح أثرى للكهف على أسس علمية للرسوم الموجودة بالكهف فى العام 1990 على يد مجموعة رائعة من المتخصصين فى هذا المجال من كولونيا وبرلين والقاهرة.
وأبرز ما يتميز به كهف الجارة هو الأشكال الرسوبية الهابطة والصاعدة بالكهف وهى تشبه شلالات المياه المتجمدة، وهى نتيجة لملايين من الأمتار المكعبة من المياه الأرضية التى تسربت خلال رمال الصحراء منذ ملايين من السنين وخلفت هذا الكهف الأرضى ثم جرى ترسيبها وتكثيفها بفعل الحرارة الشديدة، وتمثل الرسوم الجدارية فى الكهف الأنشطة المعتادة لإنسان تلك المنطقة مثل الصيد واللعب، وترجع الرسوم إلى عصر الهولوسين الرطب.