بقلم: دينا سيد نجم الدين – أخصائي الصحة النفسية والعلاقات الإسرية
في ناس لما بتكسر قلبك، بتحس إنك فقدت حاجة كبيرة.
لكن لما حد “يكسر بخاطرك”، بتحس إنك فقدت نفسك.
كسر الخاطر مش مجرد موقف محزن، ولا كلمة جارحة، ولا تصرف قاسي…
ده إحساس عميق بالعجز، بالخذلان، بالإنكسار الهادئ اللي بيكتم الصوت جواك.
مش بتعيط، ومش بتصرخ، بس بتحس إنك مش قادر تكمل زي الأول.
كلمة “خاطر” في اللغة أصلها “الروح الطيبة” أو “الإحساس الداخلي”،
فلما حد “يكسر بخاطرك”، كأنه بيكسر جزء من روحك اللي كانت لسه بتصدق الخير.
الوجع ده بييجي غالبًا من أقرب الناس…
من اللي كنت فاكرهم أمانك، فبقوا سبب وجعك.
من اللي كنت بتلجأ لهم، فبقوا هم أول من صدّك.
كسر الخاطر مش بس بيخلّيك تزعل،
بيخلّيك تفقد الحماس، وتخاف تثق تاني، وتتعلم تسكت بدل ما تشرح.
وبيعلّمك درس قاسي: إن مش كل طيبة تستحق رد جميل،
ومش كل نية صافية هتُفهم صح.
لكن رغم قسوة التجربة، كسر الخاطر ممكن يكون بداية “وعي”.
وعي بنفسك، بحدودك، وبالناس اللي حواليك.
بيخليك تعرف إن الكرامة مش رفاهية، وإن مش لازم تفضل موجود في مكان بيكسرك.
وبيفكرك إن أحيانًا… ربنا بيكسرنا علشان نصحى، مش علشان نوجع.
كسر الخاطر مؤلم، آه،
لكن بعده بييجي نوع من النضج، والسلام،
لما تدرك إنك تقدر تطبطب على نفسك بنفسك،
وتقف تاني… من غير انتظار لحد يواسيك.
نصيحة:
لو اتكسر بخاطرك… متجريش تلملم الوجع من اللي كسروك.
اقف شوية، واسمح لنفسك تحس وتتعالج بهدوء.
خاطرِك أمانة عندك، حافظ عليه زي ما بتحافظ على كرامتك.
ولما تتعلم تطبطب على نفسك بدل ما تستنى حد يعملها،
ساعتها هتبقى أقوى من كل كسر، وأوعى من كل وجع.

