كتبت: دعاء سيد
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (الإخلاص:1) من أكثر الآيات قوة في القرآن الكريم، إذ تجسد هذه الكلمات جوهر العقيدة الإسلامية وتُعزز التوحيد الخالص، وهي إعلان مباشر وصريح بأنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- هو الإله الواحد الأحد الذي لا شريك له، كلمة “أَحَدٌ” تدل على تفرد اللَّه في ذاته وصفاته، وهو أمر لا يمكن للإنسان أو أي مخلوق آخر أن يتصف به، هذه الآية تدحض كافة أشكال الشرك والتعددية التيّ كانت منتشرة قبل الإسلام وتؤكد أنّ اللَّه وحده هو المستحق للعبادة.
توحيد اللُّه هو الأساس الذي تقوم عليه العقيدة الإسلامية، وآية {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تلعب دورًا محوريًا في ترسيخ هذا الأساس، فهي تذكر المؤمنين بأنّ اللَّه -سبحانه وتعالى- هو القوة العليا، وأنّه لا يوجد أي قوة أخرى تضاهيه أو تنافسه، وتُعزز الإيمان بأنّ اللَّه هو الخالق والمُدبر، الذي بيده كلّ شيء.
في زمن كانت فيه الوثنية والشرك شائعة، جاءت هذه الآية لتقضي على تلك المعتقدات الباطلة بكلماتٍ قليلة، تُلغي هذه الآية جميع أشكال التعددية الإلهية وتضع نهاية لأي فكرة تروج لوجود آلهة متعددة أو شركاء للِّه، هي تجسد قوة الإسلام في تقديم عقيدة واضحة وبسيطة لكنها عميقة في مضمونها، الإيمان بهذه الآية يمكن أنّ يكون له تأثير قوي في حياة المسلم، فهي تمنحه طمأنينة بأنّ اللَّه هو الواحد القادر على كلِّ شيء، هذا الإيمان يجعل المسلم يتوكل على اللِّه وحده، ويعمل على تحقيق مراد اللّٰه في كلِّ أفعاله، مما يؤدي إلى حياة مليئة بالبركة والرضا.
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} هي من أقوى الآيات التيّ تعبر عن توحيد اللّٰه -سبحانه وتعالى- تُعد هذه الآية درعًا للمؤمنين ضد أي شبهة للشرك، وتجعلهم يركزون على عبادة اللّٰه وحده، وهى دعوة دائمة للتأمل في وحدانية اللِّه -تعالى- وتعظيمه في كلِّ جوانب الحياة.