فِى عِيد الفِطر أظلُ أُلِح كى أرتدِى فُستاناً يدوِى مصنُوعاً مِن تطرِيزٍ عالٍ فِى كُلِ قِطعة يُشبِه أمِيرات الأحلام

بقلم: الدكتوره ناديه حلمي 

لم أتغير فِى الأعياد على مداراتِ الأعوام، كُنتُ شقية تعبث دوماً بِالأشياء، لم أترُك ثأرِى قط ولو بِكِنُوزِ المال… كان لدىّ عِشقٌ وهمِى بِالأزياء، وفِى عِيد الفِطر أظلُ أُلِح كى أرتدِى فُستاناً يدوِى مصنُوعاً مِن تطرِيزٍ عالٍ فِى كُلِ قِطعة يُشبِه أمِيرات الأحلام، بِحِزامٍ أعرض فِى المسافات

كان لدىّ صِفةٌ خاصة فِى الأعياد، فمُنذُ وُعِيت حتى كبُرت بِنفسِ العادة لم تتغير ولو بِفُتات، أظلُ أدُور مع أُمِى لِشراء فُستان مصنوعٌ مِن نفسِ التاج… بِكعبٍ عالٍ وشنطة يد وزينة شعر بِنفسِ الُلون لِأُثيرُ جِدالاً مسبُوقاً بِصغرِى على هذهِ اللفتات، وأظلُ أنظُر والقلبُ برِىء مِن تِلكَ النعرات

ولدىّ حِكاياتٌ أعجب عن كيف أختار فُستان، والتاجُ مُرصع كلِزاماً مِن لونُه لِأُحاكِى قِصصٍ وخيال… وأظلُ ألفُ وأدورُ مع أُمِى لِأيام كى نعثُر على فُستان مصنُوع مِن نفسِ التاج، وكم أشعُر بِغبائِى لِبُكاء أُمِى وتعذِيبها فِى الأسواق، فِى رِحلة بحثِى عن فُستان له وصف مُعين بِالقصات

ورُغم ذكائِى وإبداعِى، كانت هُنالِك أُنثى تقبع حولِى فِى الأعماق، أحببتُ تفاصِيل حِذائِى وقصة شعرِى وفُستانِى لِأبدُو مُثيرة مِن صُغرِى فِى دلال… لدىّ صِفةٌ مشهُورة فِى حُبِ الأدبِ مِن صِغرِى ورسمِ تفاصيلُه عِندِى فِى الأزياء، ولدىّ خِطاباتٌ عِدة عبرتُ فِيها عن نفسِى فِى سُكات

وبعد كبُرتُ فِى العِيدِ فقدتُ الأب تلو الأُم فالأخوات، ففُجِعئتُ حزِينة مهمُومة وبات العِيد لِيس كطعمِ الأعياد، أصبحتُ وحِيدة بِلا أُمٍ ألُوذُ إليها لِساعات… وكبُر الشرخِ فِى صدرِى لِغيابِ الأُم مع إختِيارِ الفُستان، من يأخُذ بِيدايا الآن كى نبحث عن فُستانٍ أبيض بِحِزام لِيُجسِم بعضَ اللفتات

واليومُ قد بِتُ وحِيدة مع بِضعِ الصُورِ فِى بُكاء، من يبحث عن طوقٍ أعرض لِأضعه على شعرِى لِيُبرِز بعض اللمسات، من يأتِى ورائِى لِيُثنِينِى لِشِراء بعض الأشياء… تراها مُهِمة وجدِيرة كما كان يرُوق لِى فِى حدِيثِى مع أُمِى أم تافهة مِن غيرِ معان؟ تِلكَ الأيام قد ولّت بِدُونِ الرجعة فِى سُبات

أتحدى أحزانِى اليوم فِى عِيد الفِطر ومعه شرِيطاً مِن عُمرِى بعد غِيابِ الأحباب، أتحدى تغيُر فِى حياتِى قد طرأ ليس كمِثلُه فِى مُصاب… وأطلُب مِن كُلِ الأبناء تقبِيل يدىّ والدِيهُم ومعهُم كُلُ أحِبتهُم فِى عُرفان، فِى العِيدِ نتُوقُ لِأحبابنا ونفِرُ إليهُم فِى زِحام، ويبقى العِيدُ مُجمِعُنا فِى ثبات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *