كتبت: أمل محمد أمين
في إطار انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP28 ) بإمارة دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة، عقد بالتعاون بين كل من جامعة الدول العربية، ومنظمة العمل العربية، وبرنامج الخليج العربي للتنمية “اجفند”، والمجلس العربي للطفولة والتنمية، اللقاء الإقليمي بعنوان “أثر التغيرات المناخية على عمل الأطفال في المنطقة العربية”، يوم الجمعة 8 ديسمبر 2023، وذلك بجناح جامعة الدول العربية بالمنطقة الزرقاء بمدينة أكسبو – مقر COP 28 بدبي.
استهدف اللقاء القاء الضوء على أثر التغيرات المناخية على قضية عمل الأطفال، وبلورة مجموعة من التوصيات والتدخلات التي تعزز من التكيف مع تغير المناخ وفق مقاربات تتفق مع اتفاقية حقوق الطفل وأهداف التنمية المستدامة، وذلك إدراكا بأن أزمة المناخ هي أكثر من مجرد خطر متزايد، بل حقيقة تهدد الحياة. والتأثير على الأطفال – بما في ذلك الأطفال المنخرطين في سوق العمل – وعائلاتهم ومستقبلهم وبالتالي على مجتمعاتهم”، حيث أكدت ارقام الأمم المتحدة إلى وجود 160 مليون طفل عامل (عشر أطفال العالم)، بينهم نحو 79 مليون طفل يعملون في ظل ظروف استغلالية.
افتتح أعمال اللقاء الإقليمي كل من معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، وسعادة الأستاذ فايز المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، والدكتور حسن البيلاوي أمين عام المجلس العربي للطفولة والتنمية. وبحضور سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيسة مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، وسعادة الريم الفلاسي أمين عام المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وعدد من الخبراء في مجالات التنمية.
وتضمن اللقاء مداخلات مسجلة من كل من سعادة الدكتور ناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية “اجفند”، وسعادة الدكتورة نجاة معلا ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بشأن وقف العنف ضد الأطفال.
وقدم الخبير الدكتور إيلي مخايل الأستاذ بالجامعة اللبنانية ورقة عمل حول “أثر تلك التغيرات المناخية على عمل الأطفال في المنطقة العربية”، حيث بينت ورقة العمل الآثار السلبية للتغيرات المناخية على حقوق الطفل بالشكل الذي يهدد صحتهم وتعليمهم وبقائهم ومستقبلهم، خاصة بعد أن تسببت تلك التغيرات في النزوح والهجرة وانعدام الأمن الغذائي والمجاعات وتفاقم معدلات الفقر، وبالتالي تزايد عدد الأطفال العاملين. واقترحت الورقة خطة عمل لمعالجة هذه التأثيرات السلبية اعتمادا على استراتيجيات التخفيف والتكيف مع اتخاذ تدابير الحماية الاجتماعية، مع التركيز على أدوار ومسؤوليات الجميع بما في ذلك الحكومات والمجتمع المدني وقطاع الأعمال، وكذلك الأطفال باعتبارهم فاعلين في إحداث التغيير المنشود نحو بناء عالم أكثر استدامة.
وقد ركز اللقاء في مناقشاته على معاناة أطفال غزة، وما يتعرض له الطفل الفلسطيني من قتل وعنف بخلاف كل المواثيق والقوانين الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وفي ظل ازدواجية في المعايير من قبل الدول الكبرى في العالم، حيث شدد الحضور على دعم كل القرارات الرامية إلى دعم وحماية الطفل الفلسطيني، مثمنين الجهود المقدمة من الدول العربية لدعم الشعب الفلسطيني، ومشيدين بتوجه المؤسسات الشريكة بالإعلان عن إجراء دراسة إقليمية حول تأثير حرب غزة حيث الحرق والدمار وتجريف الأرض وما قد يسببه ذلك من تدهور بيئي في المنطقة وتداعيات ذلك على الأطفال.