فعبّرنا عن أنفُسِنا بِأسلُوبٍ مِن التعبِير لم يُخلق على الإطلاق

بقلم: الدكتورة نادية حلمى

الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

وصِرنا لم نعُد نقوى على الكِتمان، صمّمنا كُلَ أسماعنا عنِ الأوجاع، كبُرنا سِنينَ أعواماً مع الحِرمان… صار الوجع مُلازِمُنا كمِثلِ الظِل بِلا نُكران، وكم نهفُو لِلحُبِ يُظلِلُنا أيامنا كمِثل التقوى والإيمان، فعبّرنا عن أنفُسِنا بِأسلُوبٍ مِن التعبِير لم يُخلق على الإطلاق.

حاربنا كُلَ أعدائنا بِإمعانٍ فضاع العُمر مع من كان يفترِضُ يُؤازِرُنا فِى خُذلان، كبُرنا والهّمُ معنا بِلا حُسبان… فأين كُل أيامنا قضيناها فِى بثِ الشكوى مِن ظُلمٍ وقع علينا فِى بُهتان، وعُدنا لِنُقطةِ البدءِ بِلا نهاية فِى ذوبان، رأينا الحُب بِأعيُنِينا ولم نقدِر نلمِسه فِى إطباق.

وتِلكَ العِبرُ قد أوفت مواعِظُها بِلا ضجرٍ وعِواء، وعُقدة خوف مِن مطرٍ وصوتُ الرعد والبرق فِى طُفُولتُنا كبُرت معنا فِى إذعان… أعيتنا الحِيل تعبِيراً بين الحِبرِ والورقِ فِى قصفان، وسافر كُل أحِبتُنا بِلا رجعة فِى المطارات، ومن غاب ظهر طِيفُه مِن لحظة إلى أُخرى فِى إبراق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *