فضل سوره يس بعد الفجر

كتبت: دعاء سيد

تُعدُّ سورة يس من السور العظيمة في القرآن الكريم، وقد وردت في فضلها أحاديث كثيرة تُظهر مكانتها وتأثيرها في حياة المؤمن، وقد درج الكثير من المسلمين على قراءتها في أوقات معينة، ومن أهم هذه الأوقات بعد صلاة الفجر، لما في ذلك من أثر روحاني كبير وارتباط ببدء اليوم بالقرآن الكريم والذكر.

سورة يس هي السورة رقم (36) في المصحف الشريف، وتبدأ بقول اللِّه -تعالى-:﴿يس* وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ (يس: 1-2)، وقد أقسم اللُّه -تعالى- في بدايتها بالقرآن الحكيم، مما يدل على عظمتها ومكانتها، وتُعرف في كتب التفسير بـ”قلب القرآن”، كما ورد في الحديث الشريف قال رسول اللّٰه (ﷺ): “إن لكلِّ شيء قلبًا، وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب اللُّه له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات”(رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه)، وهذا يدل على أن لقراءتها فضلًا عظيمًا، فهي تختصر في ثوابها أجر قراءة جزء كبير من القرآن.

الفجر هو أول أوقات النهار، وقد عظّمه اللُّه -عز وجل- في كتابه، فقال:﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا﴾ (الإسراء: 78)

أي أن الملائكة تشهد صلاة الفجر وقراءة القرآن في هذا الوقت المبارك، وهذا يشير إلى عظم الأجر لمن يبدأ يومه بتلاوة القرآن، وعليه فإن قراءة سورة يس بعد الفجر تندرج تحت هذا الفضل العظيم، فهي عبادة تتكرر كلّ صباح، وتعين المسلم على الثبات والتوكل واليقين، إذ تحتوي السورة على معانٍ عميقة تتعلق بالبعث والنشور وتثبيت القلوب على الإيمان.

كما ورد عن النبيِّ (ﷺ) أنه قال:”اقرؤوا يس على موتاكم”

(رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه)، وفي رواية أخرى:”من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له”(رواه الدارمي)، وهذا يدل على أن لسورة يس خاصية في التخفيف والغفران وجلب السكينة، مما يُرجى عند قراءتها في بداية اليوم بعد الفجر.

بداية اليوم بذكر اللِّه وقراءة سورة عظيمة مثل “يس” تعزز السكينة في القلب وتملأ النفس راحة ويقينًا، وقد جاء في بعض الآثار أن “سورة يس لما قرئت له”، أي أنها تقرأ بنية تيسير الأمور وجلب الخير، وقد جربها الصالحون لهذا الغرض، فمن يجعل يس وردًا يوميًا بعد الفجر يضمن لنفسه ارتباطًا دائمًا بالقرآن، وهو سبب لعلو الدرجات في الدنيا والآخرة.

قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر من الأعمال العظيمة التيّ يحبها اللُّه -عز وجل-، وهي مفتاح لبركة اليوم ونور للقلب وطمأنينة للنفس ومغفرة للذنب، وعلينا أن نحرص على هذه العادة المباركة، اقتداءً بهدي النبيِّ (ﷺ)، وطلبًا لرضا اللّٰه وثوابه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *