تُعدُّ العشر الأوائل من ذي الحجة من أفضلِ الأيام وأعظمها قدرًا في الإسلامِ، إذ تميزت بفضائلٍ عظيمة وأعمال جليلة يتقرب بها المسلم إلى اللّٰهِ -عز وجل-، ومن بين الأعمالِ الصالحة التي يُستحب الإكثار منها في هذه الأيام المباركة، الصلاة على النبيِّ (ﷺ).
قال اللّٰهُ -تعالى- في سورةِ “الفجر”: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، وقد فسر العديد من العلماءِ أنّ المقصود بهذه الليالي العشر هي الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وقد ورد عن النبيِّ (ﷺ) قوله: “ما من أيامٍ العمل الصالح فيهن أحب إلى اللّٰهِ من هذه الأيام العشر” (رواه البخاري)؛ لذا فإنّ هذه الأيام تحمل في طياتها فضلًا عظيمًا وثوابًا كبيرًا على الأعمالِ الصالحة.
الصلاة على النبيِّ (ﷺ) من أعظمِ الأعمال التي حثّ عليها الإسلام وأكد على فضلها، قال اللّٰهُ -تعالى- في سورة الأحزاب: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، وقد ورد في الحديثِ الشريف عن النبيِّ (ﷺ) أنّه قال: “من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرًا” (رواه مسلم).
إضافةً إلى الأجرِ العظيم الذي يناله المسلم من الصلاةِ على النبيِّ (ﷺ) في أيّ وقت، تتضاعف هذه الفوائد في الأوقاتِ المباركة والمواسم الفاضلة مثل العشر الأوائل من ذي الحجة، ومن فوائد الصلاة على النبيِّ (ﷺ) في هذه الأيام منها: زيادة القرب من اللّٰهِ -تعالى-، فالإكثار من الصلاةِ على النبيِّ (ﷺ) يساهم في تقويةِ العلاقة بين العبدِ وربه ويزيد من القربِ الروحي.
مغفرة الذنوب، فمن صلى على النبيِّ (ﷺ) بنية خالصة، يسهم ذلك في مغفرةِ ذنوبه، خاصةً في الأيامِ التي يُضاعف فيها الأجر.
تحقيق الشفاعة، فالصلاة على النبيِّ (ﷺ) تفتح أبواب الشفاعة يوم القيامة، حيث يشفع النبيُّ (ﷺ) لمن يصلي عليه بكثرةٍ.
زيادة الحسنات، حيث تُعتبر الصلاة على النبيِّ (ﷺ) من الأعمالِ التي تزيد الحسنات بشكلٍ مضاعف في الأيامِ المباركة، وهذا ما يؤكد أهمية اغتنام هذه الفرصة في العشرِ الأوائل من ذي الحجة.
جلب السكينة والطمأنينة، فالصلاة على النبيِّ (ﷺ) تجلب الطمأنينة والراحة النفسية، وتبعث في القلبِ السكينة والسلام الداخلي.
يمكن للمسلمِ أنّ يُكثر من الصلاةِ على النبيِّ (ﷺ) في هذه الأيام المباركة من خلالِ تكرار صيغ متعددة مثل: “اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد”، أو “اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”، ويُستحب أنّ يكون ذلك في أوقاتِ الفراغ، وفي الصباحِ والمساء، وأثناء القيام بالأعمالِ اليومية.
تُعدُّ العشر الأوائل من ذي الحجة فرصة عظيمة للمسلمين لزيادةِ الأعمال الصالحة والتقرب إلى اللّٰهِ -تعالى- من خلالِ الصلاة على النبيِّ (ﷺ)، فهي ليست فقط تعبيرًا عن الحبِ والاحترام للنبيِّ(ﷺ)؛ بل هي أيضًا وسيلة لجني الثواب والمغفرة والشفاعة؛ لذا ينبغي علينا أ٣ن نحرص على اغتنامِ هذه الأيام المباركة بالإكثارِ من الصلاةِ على النبيِّ (ﷺ) والاستفادة من فضلها العظيم.