الشاعرة الدكتورة/ نادية حلمى
الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
وحلُمنا أننا نُصلِى جمعاً فِى الأقصى معاً ولم نعُد، ورُغمّ عنا لم نفقِدْ الأمل، وأنِى أخافُ فِى الحقيقة أن يدُور بِىّ الزمن والحلُمُ قابِع فِى مكانُه فِى جمّد… قد أخبرُونا أن هُنالِكَ مُستوطِنِين يغتالُوا أحلام العرب، أخذُوا بِيُوتهُم فِى فلسطِين رمياً وقصفاً عن عمد، وعلِمنا أنهُم يبصِقُون بِكُلِ صلفٍ على القساوسة والراهِباتِ فِى الذهابِ والإيابِ فِى جلّف
والأرضُ مادت بِى وحِيدة حِين غِبتُ عن وعىّ قلِيلاً، تذكرتُ أن الأمرِيكان لا يُعيرُوننا أدنى إهتمام، قد ناصبُونا شرّ العداء، رفضُوا المُهادنة فِى إعتراف بِأى حقٍ لِلضميرِ ولِلعِرُوبة فِى عمد… وتحدُوا قوانِين الطبِيعة فِى الإعتراف بِفلسطِين الجرِيحة، وإنفردُوا دوماً بِالقرار فِى عزّل، بل قتلُوا غزة فِى إغارة بِالدِماءِ ورُصاصِ قنصٍ مُفتعل، عزّلُوها عنّا فِى تعنُت وصلّف
وقف الصهاينة والأمرِيكان فِى المحافِل لكيلا تغدُر فِى أى غفلة وتعترِف، أو تُعطِى حق لِأُمة سُلِبت مِن حُقوقها فِى نزف، أهدُوا الصهاينة أرضاً سلِيبة بِدُونِ جُهد يُختزل… ثُمّ خرجُوا فِى إنكِفاء كى يُعلِنُونا بِالخبر بِلا تراجُع أو خجل، قد أعلنُونا بِأنه لا عقل يفهم حجم القضِية المُفترض، ضحكُوا علينا بِالوِعُود بِكلامِ كُلُه مُقتضٌب، وأوهمُونا لكِنه لا ناقة لهُم أو هدف
والآن غزة باتت وحِيدة رُغم أنها مُحاطة حقاً بِالرِفاقِ والبشر، حصرُوها قهراً فِى ضيقِ أرضٍ فِى تعنُت وغيّب، هدمُوا البِيُوت والنوافِذ، حشرُوها بين رُفاتِ الجُثث… حملُوا المقابِر بعيدَ عنها لِكيلا يزُرها أحد، كتمُوا الصِحافة فِى الأزِقة والشوارِع قتلاً ورمياً فِى وبّل، فضحِكنا جمعاً فِى خِطابٍ لِلإدارة الأمرِيكية قالُوا فِيه، نحنُ نحمِى أىُ مدنِى على أرضِ غزة فِى شرف
وضحكتُ وقتاً يوم قالُوا إن الأمرِيكان قد إفتتحُوا لدينا مُنظمات لِأى حقٍ لِلإنسِان، بِشعارِ عدلٍ مُتزن، وبِأننا ضِد القانُون والديمُقراطِية والحُرياتِ الأمريكية فِى غيّب… لهِث ورائِى عُملاء الأمرِيكان لكى يرُونِى ما بدر مِنا فِى أى حقٍ لِلإنسان فِى نهك، ورفعُوا شِعار نحنُ أُمماً لا نُجارِى الأمرِيكان فِى الدِفاعِ عن الضمِيرِ أو الإخاء أو التسامُح والإنسانِية فِى أسف
والحينَ تتضِحُ الحقِيقة بِلا مُواربة أو أىُ حِيطة، بِأنه لا قانُون عدل لِأى جِنس فِى قانُونِ الأمرِيكان المُتسّخ، والكُلُ فهُمَ بِأن عدل الأمرِيكان يُعنِى الخراب لِكُلِ إنسٍ فِى هلك… واليوم نُعلِنُها صرِيحة، فنحنُ أمماً رُغمّ الآلآم مازلنا نحلُم بِالسلامِ المُنتظر، قد كُنا نحلُم بِأن نُصلِى ذاتَ يوماً فِى القُدّس، لكنهُم قد باغتُونا فِى واشُنطُن بِرُصاصِ غدر بِلا وقف