كتبت: دعاء سيد
تتسمُ شهورنا الإسلامية بخصوصيةٍ فريدة، ومن بينها شهر رمضان المبارك الذي يُمثل فترة هامة لتعزيزِ قيم الإحسان والعطاء، وتُظهر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة جانبًا هامًا من هذه الخصوصية الفريدة.
يقول اللُّه-تعالى-: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ» (البقرة:185)، تُبرز هذه الآية أهمية القرآن في شهر رمضان كمصدرٍ للهدى والتوجيه، مشيرةٌ إلى أنّ الإحسان يتجلى في فهمِ وتطبيق تعاليم القرآن الكريم، ويقول اللُّه-عز وجل- فى حديثٍ قدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به»(صحيح البخاري)، يُجسد هذا الحديث فضل الصوم والإحسان الذي يتجلى في التقربِ إلى اللِّه-عز وجل- من خلالِ الامتناع عن الطعامِ والشرابِ والشهوات.
شهر رمضان يُمثل فرصةً لتعزيزِ قيم الإحسان والعطاء، حيثُ يُشجع المسلمون على ممارسةِ الخير وتقديم المساعدة للفقراءِ والمحتاجين، ويتضح ذلك في قول اللّه-تعالى-: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا»
(البقرة:177)، وفي حديثٍ نبويّ قال رسول اللّٰه(ﷺ): «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ» (صحيح الترمذي)، يُظهر هذا الحديث أهمية وفضل هذا الشهر الفضيل، حيث يُفتَح خلاله أبواب الرحمة وتُغلق أبواب النار.
ختامًا يتضحُ لنا أنّ شهر رمضان يُعتبر فرصةً للارتقاءِ بقيمِ الإحسان والعطاء من خلالِ التأمل في القرآنِ الكريم والتطبيق العملي لتعاليمهِ، فيستطيع المسلم أنّ يُعزز قيم الصبر والتواضع، وروح الإحسان والتسامح بفضلِ الصيام والعبادة، مما يسهم في تعزيزِ الوحدة والتسامح في المجتمعِ الإسلامي.