كتب: حامد خليفة
أطلقت جالية العالم العربي في إيطاليا (Co-mai) وجمعية الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا (AMSI) والرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية (UMEM) والحركة الدولية “متحدون للوحدة” ووكالة “إعلام بلا حدود” (AISC NEWS) نداءً عاجلاً إلى حكومة جورجيا ميلوني ووزير الصحة أورازيو سكيلاتشي، بعد تزايد مقلق في ظاهرة الختان السري بنسبة 42% خلال السنوات الأخيرة، محذرين من “صمت مؤسسي يهدد حياة الأطفال وكرامة الأسر”.
قال البروفيسور فؤاد عودة، رئيس الجمعيات والحركات المذكورة، وطبيب العظام والصحفي الدولي المعروف:
“لقد دقّينا ناقوس الخطر منذ 15 عامًا عندما كانت النسبة 35%، واليوم تجاوزت 42%. هذه كارثة صحية وأخلاقية. الختان يجب أن يُجرى في بيئة طبية آمنة تحت إشراف مختصين، لا في الخفاء. كل طفل يُعرَّض للخطر هو فشل للنظام الصحي والسياسي في الوقت نفسه.”
وأوضح عودة أن أكثر من 15 ألف عملية ختان تُجرى سنويًا في إيطاليا، نصفها تقريبًا خارج المرافق الطبية المرخّصة، بسبب ارتفاع التكاليف وصعوبة الإجراءات البيروقراطية. ودعا الحكومة الإيطالية إلى وضع قانون وطني ينظم هذه العمليات ويضمن إجراؤها في بيئة آمنة ومنخفضة التكلفة، مؤكدًا أن “التوفيق بين الإيمان والقانون والطب ممكن إذا وُجدت الإرادة السياسية”.
وأشار إلى أن مناطق مثل توسكانا وماركي ولاتسيو أحرزت تقدمًا بدمج الختان الطقسي في نظمها الصحية، داعيًا باقي المناطق إلى تبني نفس الخطوات لحماية آلاف الأطفال سنويًا.
ودعت الجمعيات إلى خطة وطنية للوقاية تشمل إدراج الختان الطقسي ضمن الخدمات الصحية الأساسية، وتحديد أسعار معقولة، وفرض رقابة صارمة على الممارسات السرية، مع إشراك الوسطاء الثقافيين والجمعيات المجتمعية في حملات التوعية.
قال عودة في ختام تصريحاته:
“كفى نفاقًا وكفى صمتًا. نحن بحاجة إلى تنظيم شجاع ينقذ حياة الأطفال ويحترم التقاليد في إطار طبي آمن. كل يوم تأخير يعني خطراً جديداً.”
وأكد الإعلامي حامد خليفة، منسق المكتب الإعلامي للجاليات العربية والجمعيات المشاركة، أن هذا البيان “ليس مجرد تحذير بل هو صرخة ضمير”.
وأضاف: “الختان الشرعي لا يجب أن يكون امتيازًا طبقيًا، بل حقًا صحيًا متاحًا لكل طفل. سنواصل العمل الإعلامي لتسليط الضوء على هذه المأساة الإنسانية حتى تتحرك الحكومة الإيطالية لوضع الحلول الواقعية.”
وختمت الجمعيات بيانها بالتأكيد على أن السكوت عن هذه الممارسات يعني التواطؤ مع خطر يتفاقم كل عام، مطالبةً بتشكيل لجنة وطنية فورية لتنسيق الإجراءات وتنفيذ برامج التوعية الصحية بالتعاون مع الجمعيات الطبية والمجتمعية.

