كتبت: دعاء سيد
علي بن أبي طالب -رضى اللُّه عنه- واحد من أعظم الشخصيات في تاريخ الإسلام، وأحد أبطالها الذين ساهموا في تأسيس دولة الإسلام منذ أيامها الأولى، وُلد في مكة المكرمة في عام 600 ميلاديًا، وهو ابن عم النبيّ (ﷺ) وصهره، حيث تزوج من ابنته فاطمة الزهراء -رضى اللُّه عنها-.
نشأ علي بن أبي طالب -رضى اللُّه عنه- في بيت النبيِّ (ﷺ) بعد أنّ تكفّل به بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التيّ مرت بها أسرة علي، تربّى في كنف النبوة، مما جعله أحد أوائل المؤمنين بالدعوة الإسلامية، كان عمره لا يتجاوز العشر سنوات عندما أسلم؛ ليكون أول من أسلم من الصبيان، ويعد ذلك من دلائل قوة إيمانه وثقته في نبوءة سيدنا محمد (ﷺ).
عُرف علي بن أبي طالب -رضى اللُّه عنه- بشجاعته منذ صغره، فشارك في العديد من الغزوات والمعارك إلى جانب النبيِّ (ﷺ)، ومن أشهر هذه المعارك “غزوة بدر” و”غزوة أحد” و”غزوة الخندق”، وقد برز دوره البطولي بشكلٍ كبير في معركة “غزوة خيبر”، حيث أُعطي اللواء وقاد المسلمين لفتح حصون اليهود في خيبر بعد أنّ تعذّر على العديد من الصحابة اختراق الحصون، فكانت شجاعته وحسن تدبيره أحد أسباب النصر، إلى جانب شجاعته، كان علي بن أبي طالب -رضى اللُّه عنه- رمزًا للحكمة والعلم، فقد كان من أقرب الصحابة إلى النبيِّ (ﷺ) وأكثرهم علمًا بأحكام الدين، ترك خلفه العديد من الأقوال والحكم التيّ تُعَدّ منارة للمسلمين في كيفية التعامل مع الحياة والناس.
بعد وفاة عثمان بن عفان -رضى اللُّه عنه-، تولى علي بن أبي طالب -رضى اللُّه عنه- الخلافة في ظروف صعبة مليئة بالفتن والنزاعات؛ لكنه أظهر حكمة كبيرة في إدارة شؤون الأمة رغم التحديات الكبيرة، كان عادلًا ومتواضعًا في حكمه، وحريصًا على تطبيق شرع اللّٰه.
علي بن أبي طالب -رضى اللُّه عنه- هو نموذج للبطل الصغير الذي تربّى على مبادئ الإسلام منذ نعومة أظفاره، وقدم الكثير لدينه وأمته، شجاعته وعلمه وحكمته جعلته أحد الشخصيات الإسلامية الخالدة التيّ يقتدي بها المسلمون حتى يومنا هذا.