كتب: احمد جميل وهايدى فلفل
من لا ماضٍ له فلا حاضر له ولا مستقبل ، تلك حقيقة من أهم الحقائق المُسلم بها فى كل العصور ، ومصر من أقدم الدول وأعرقها تاريخيًا ، وتتبنى مكتبة القاهرة الكبرى سلسة من الندوات الثقافية بالتعاون مع صالون “حلاوة مصرنا” التى تهتم بتاريخ مصر فى مختلف العصور، حيث أقامت المكتبة بإشراف يحيى رياض يوسف مساء الخميس 8 فبراير 2024م ندوة ثقافية تحت عنوان:
مصر فى العصر البيزنطي والقبطي.
تحدث فيها الدكتور محمد رمضان العرجة مدرس التاريخ اليوناني والروماني بجامعة القاهرة ، والدكتوره سارة العزب مدرس تاريخ العصور الوسطى بجامعة القاهرة ، وعقب على اللقاء الاستاذه الدكتوره أمنية عامر أستاذ المكتبات والوثائق بجامعة القاهرة .
استهل اللقاء بكلمة يحيى رياض يوسف القائم بأعمال مدير عام المكتبة رحب فيها بالحضور الكريم ، وأبرز دور مكتبة القاهرة الكبرى فى إلقاء الضوء على القضايا التاريخية باعتباره مرآة الخاضر والمستقبل .
وادار اللقاء فى بيان تاريخ مصر والمدن المصرية ومنها بالطبع مدينة الإسكندرية التى افتتحها وأسسها الأسكندر الأكبر ودخول الأسرة المقدونية إليها ، وتقسيم أمبراطورية الأسكندر بين قواته حتى مراحل دخول البطالمة ووصولا للحكم .
وأوضح اللقاء لمحات من تاريخ مصر فى العصر البيزنطي متمثل فى العصور القبطية كما أشار إلى اضطهاد الأباطرة الرومان للمسيحيين ، وأوضحت الندوة أن المسيحية ديانة شرقية نبتت فى فلسطين حيث ولد السيد المسيح – عليه السلام – فى بيت لحم زمن الأمبرطور أغسطس ودخلت المسيحية إلى مصر على يد القديس مرقس الرسول حوالى منتصف القرن الأول الميلادي بجانب تفاصيل الأمبراطور دقلديانوس (عصر الشهداء) كما تابع اللقاء اضطهاد الأباطرة الرومان للمسيحيين بسبب التعصب الديني المعادى للمسيحية كما تخللت الندوة مراحل الدولة البيزانطية بجانب توضيح الفارق بين البيزانطي والقبطي، لقد أدرك الرومان ثم البيزنطيين أهمية مصر كدولة ذات موقع وحضارة وصناعة وأرض خصبة بفضل النيل العظيم ، فلم يتركوها إلا بعد أن هزمهم العرب بمساعدة المصريين أنفسهم في عام 641 ميلادية ، وكان اضطهاد الأباطرة الرومان ثم البيزنطيين للمسيحية المصرية ثم الاعتراف بها وعلو شأنها خلال القرن الرابع الميلادي وانتشار الرهبنة المصرية عبر العالم المسكون آنذاك ، كل ذلك بفضل الكنيسة المصرية الوطنية
ويشهد على ذلك الآثار القبطية من كنائس وأديرة،
كما شهد اللقاء مداخلات وتعقيب من السادة الحاضرين وتفاعلا من طلاب قسم التاريخ بجامعة القاهرة .