بقلم ا.د فتحي الشرقاوي
ضغوط الحياة طحناهم ،شايلين هموم واوجاع الدنيا فوق رؤسهم عندما تسألهم عن أحوالهم تجد إبتسامتهم على وجوههم تسبق اجابتهم ( الحمدلله) ( مفيش حاجه)يشعروك بأنهم عايشين في نعيم مع إن هموم الدنيا قاتلهم داخليا،هذا الهدوء الظاهر رغم الضغوط الرهيبة اللي تكسر الوِسط قد يكون ورائه أحد
تفسيرين
الأول:
إما انهم على توافق مع أنفسهم ومنسجمين معها جدآ وراضين وقانعين بما كتبه الله لهم وعليهم،
مُسًلْمـٍين أمرهم طواعية وقناعه بقدرة الله على تعويضهم، محتسبون اجر الصبر والابتلاء
عند الله (الجزاء الأوفي،)
الثاني:
إما أنهم يتحاملون جدا على أنفسهم لكي لا يظهرون أمام غيرهم بمظهر الضعف والانكسار، حتى لا يتيحون لهم فرصةللشماته بهم
أصحاب الاتجاه الأول( القَدَرِي)
يحولون الكدر والابتلاء إلى صبر ورضا وانتظار الفرج ( إن مع العسر يسرا ) أما أصحاب الإتجاه الثاني( الحفاظ على صورة الذات)فيصعب عليهم الإستمرار طويلا في رسم صورة للذات مغايرة للاصل وبالتالي ستأتي لحظه في حياتهم قد لايتحملون فيها تمثيل مثل تلك الازدواجيه..
مما قد يعرضهم لشتى أشكال الانهيار النفسي والانفعالي، في هذه اللحظه تنتابنا الحيره والدهشه، ونقول لأنفسنا أنهم كانوا بخير، ولا نعلم أنهم لم يكونوا بخير منذ البداية، فقد حكمنا عليهم من خارجهم ولا نعلم مايحدث بداخلهم…