كتبت: دعاء سيد
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهرِ اللِّه المحرم، له مكانة خاصة حيث يُعَدُّ يومًا مُبَارَكًا ذا فضل عظيم، حيثُ ورد في السنةِ النبوية الشريفة العديد من الأحاديثِ التي تُبين فضل صيام يوم عاشوراء، فعن ابن عباس -رضي اللُّه عنهما- قال: “ما رأيت النبيَّ (ﷺ) يتحرّى صيام يوم فضله على غيرهِ إلا هذا اليوم-يوم عاشوراء- وهذا الشهر، يعني شهر رمضان” (رواه البخاري)، وفي حديثٍ آخر قال النبيُّ (ﷺ): “صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على اللِّه أنّ يُكفر السنة التي قبله” (رواه مسلم).
هناك أحداث تاريخية مرتبطة بعاشوراء، حيث
نجى اللُّه -تعالى- سيدنا موسى -عليه السلام- وقومه من فرعونِ وجنوده، وذلك عندما أمر اللُّه -تعالى- سيدنا موسى- عليه السلام- أنّ يضرب البحر بعصاهِ فانفلق البحر ليصبح طريقًا يابسًا عبره بنو إسرائيل، ثم أغرق اللُّه -تعالى- فرعون وجنوده بعد مرورهم، وهذا الحدث يُذكّرنا بنصرِ اللِّه -تعالى- لعبادهِ المؤمنين وبقدرتهِ على إنقاذهم من المحنِ.
وفي يومِ عاشوراء من سنةِ (61)هـ، استُشهدَ الحسين بن علي بن أبي طالب- رضي اللُّه عنهما-، حفيد النبيّ محمد (ﷺ)، في معركةِ كربلاء، حيثُ كانت تلك المأساة محنة عظيمة للمسلمين، وتُعَتَّبَرُ ذكرى استشهاده مناسبةً للتأملِ في معاني الصبر والظلم والعدالة.
يُستحب صيام يوم عاشوراء ويفضل صيام يوم قبله (التاسع من محرم) معه، وذلك لحديث ابن عباس -رضي اللُّه عنهما- قال: “حين صام رسول الله (ﷺ) يوم عاشوراء وأمر بصيامهِ، قالوا: يا رسول اللّه، إنّه يوم تعظمهُ اليهود والنصارى، فقال رسول اللّه (ﷺ): فإذا كان العام المقبل إنّ شاء اللُّه صُمنا اليوم التاسع، قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول اللّه (ﷺ)” (رواه مسلم).
ويُستحب في هذا اليوم التصدق والإحسان إلى الفقراءِ والمحتاجين، لما فيه من تذكيرِ بالنعمةِ والفضل والرحمة، ويُعد يوم عاشوراء مناسبةً عظيمة للتقربِ إلى اللِّه -تعالى- بالطاعاتِ والأعمال الصالحة، ولتذكيرنا بنعمِ اللِّه علينا، وبضرورةِ الصبر والثبات على الحقِ والعدل، نسأل اللَّه -تعالى- أنّ يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأنّ يجعلنا من عبادهِ الصالحين.