كتبت: دعاء سيد
صحيح مسلم أحد الكتب الستة المعترف بها في السنةِ النبوية، ويعتبره العلماء ثاني أصح كتاب بعد صحيحِ البخاري، جمعه وصنفه الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري، الذي عاش في القرنِ الثالث الهجري، يشمل الكتاب مجموعة كبيرة من الأحاديثِ النبوية الصحيحة التي تتناول مختلف جوانب الدين الإسلامي والحياة اليومية.
ولد الإمام مسلم بن الحجاج في نيسابور حوالي عام 204 هـ، درس الحديث على يدِ كبار العلماء والمحدثين في عصرهِ، مثل الإمام البخاري وأحمد بن حنبل وغيرهما، قضى حياته في جمعِ الأحاديث النبوية والتحقق من صحتِها وتصنيفها، حتى أصبح من كبارِ المحدثين المعروفين بدقتهم وتفانيهم في خدمةِ السنة النبوية.
اعتمد الإمام مسلم منهجية دقيقة في جمعِ الأحاديث النبوية، كان يتحقق من صحةِ السند (سلسلة الرواة) وشرط اتصال السند، والتأكد من عدالةِ وضبط الرواة، كما كان يراعي أنّ تكون الأحاديث متصلة دون انقطاع وأنّ يكون الراوي معروفًا بالصدقِ والأمانة، واهتم الإمام مسلم أيضًا بتجنب الأحاديث الشاذة والمعلولة.
يحتوي صحيح مسلم على حوالي 3033 حديثًا موزعة على أبوابٍ وفصولٍ متعددة تغطي جميع جوانب الدين الإسلامي، مثل العقيدة، العبادة، المعاملات، الأخلاق، وغيرها، تم ترتيب الأحاديث بطريقةٍ تسهل على القارئ والباحث الوصول إلى الأحاديثِ المتعلقة بموضوعٍ معين.
يعتبر صحيح مسلم من أهمِ المصادر التي يعتمد عليها المسلمون في معرفةِ الأحاديث النبوية الصحيحة وفهم السنة النبوية، يُمثل الكتاب مرجعًا أساسيًا للعلماءِ والفقهاءِ في استنباطِ الأحكام الشرعية وبناء الفتاوى، كما يساعد في تعزيزِ الوعي الديني لدى المسلمين من خلالِ توفير نصوص صحيحة ودقيقة عن النبيِّ محمد(ﷺ).
يُعد صحيح مسلم من الكنوزِ الثمينة في التراثِ الإسلامي، ويعكس الجهود العظيمة التي بذلها العلماء في جمعِ وتصنيف الأحاديث النبوية، ويسهم هذا الكتاب في الحفاظِ على السنةِ النبوية الشريفة ونقلها للأجيالِ القادمة بشكلٍ موثوق ودقيق، مما يعزز الفهم الصحيح للإسلامِ ويعمق الإيمان بهِ.