بقلم الكاتب الشاعر عبد العزيز جويده
صباحُ الفلِّ يا عمري
وأما بعدُ واللهِ
أنا مشتاقْ
وشوقي ما لهُ حدٌّ
وتلكَ رسالتي الألفُ
وأما بعدُ
واللهِ تعِبْنا من كتابَتِنا على الأوراقْ
وعانينا سنينًا آهِ واللهِ من الأشواقْ
وجرَّبْنا جميعَ وسائلِ الوصلِ
تنهَّدْنا من الأعماقْ
بكينا واسألوا حتى وسائدَنا
سَهِرْنا واسألوا الإرهاقْ
يُناجي بعضُنا بعضًا
وما وصلَتْ رسائلُنا إلى الأعماقْ
صباحُ المسكِ يا مسكًا
أُعاني شوقَ رائحتِه
أنا التاريخُ سيدتي
أنا قيسُ الذي ليلاهُ
تسكنُ في هوى رئتِهْ
أنا قيسُ الذي قد ماتَ مقتولاً
بتجرِبَتِهْ
أعيشُ الحبَّ إما قاتلٌ فيهِ
وإما فيهِ مقتولٌ
لأن الحبَّ موصولٌ بأزمنتِهْ
فمن يحيا على حبٍّ
فسوفَ يموتُ في حبٍّ
ويُبعثُ في الهوى يومًا
ليعبرَ ضِفَّةً أخرى
لنفسِ الحبِّ
فوقَ صراطِ ملهمتِهْ
أنا قيسُ الذي ليلاهُ قد نبتتْ
كنخلِ الشامِ
في شُطآنِ ذاكرتِهْ
أنا قيسُ الذي وقَعَتْ
جميعُ تجاربِ العشاقِ
في أحبالِ أكمنتِهْ
لليلى في الهوى غنيتُ أغنيَتي
وبعدي صارَ واللهِ
لكلٍّ في الهوى ليلاهْ
لكلٍّ لحنُ أغنيَتِهْ
أنا قيسٌ وهذي في الهوى سُنَني
فمَن في الحبِّ يَتبعُني
سأسكنُ بينَ أوردتِهْ