شكر اللّه على نعمهِ: درب السعادة والرضا

كتبت: دعاء سيد 

الحياةُ مليئة بالهمومِ والمشاكل، لكن حتى في أصعبِ اللحظات، هناك دائمًا أشياء نستطيع أنّ نشكر اللَّه عليها، فإنّ شكر اللّه على نعمهِ ليس مجرد تعبير عن الامتنانِ؛ بل هو عبادة يعكس الإيمان والقبول بقضاءِ اللِّه وقدره. 

عندما نشكر اللَّه على نعمهِ، نُعبر عن اعترافِنا بفضلهِ وكرمه، ونظهر استشعارًا عميقًا لعظمتهِ ورحمته، حيثُ يذكر اللُّه -تعالى- في كثيرٍ من الآياتِ فضل شكره على نعمهِ، قال -تعالى-: {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (إبراهيم: 34)؛ فنعم اللُّه علينا لا تُحصى ولكنها تستحق الشكر والامتنان دائمًا.

إذا كنا نشعر بالضيقِ والحزن، يمكن أنّ يكون شكر اللّه على نعمهِ طريقة لتخفيفِ الأعباء والحصول على الراحةِ النفسية، بدلًا من التركيزِ على ما نفتقده، قال -تعالى-:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (البقرة: 152) فإذا شكر المؤمنون نعم اللّه، فإنّهم يستحقون زيادةً فيها، بينما من يكفرون بها يعرضون أنفسهم للعذابِ، ومن الجميلِ أنّ يتمثل شكر اللّه في الأعمالِ الصالحة والإحسان إلى الآخرين، فعندما نستخدم النعم التي وهبها اللُّه لنا لخدمةِ الآخرين، فإننا نُعبر عن شكرِنا وامتناننا لهذه النعم، ونكون قد أدركنا الغاية الحقيقية لتلك النعم.

ومن الأحاديثِ النبوية التي تُشجع على شكرِ اللّه على نعمهِ قول النبيّ(ﷺ): “مَنْ لَا يَشْكُرِ النَّاسَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ”

(رواه أبو داود)، وهذا يُشير إلى أنّ أهمية شكر اللّه مرتبطة بشكرِ الناس على الجودِ والإحسان الذين يقدمونه؛ لذا يجب علينا أنّ نتذكر دائمًا أنّ الشكر للّه على نعمهِ ليس مجرد كلمات نقولها؛ بل هو حالة ذهنية وروحية نعيشها في حياتِنا اليومية، دعونا نتذكر اللَّه بشكرهِ على كلِّ نعمة صغيرة وكبيرة، ونعمل بجدٍ على تقديرِ هذه النعم بالأقوالِ والأفعال، فإنّ ذلك هو سر السعادة والرضا في الدنيا والآخرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *