بقلم: الأستاذ الدكتور فتحي الشرقاوي
استاذ علم النفس جامعه عين شمس
في كل مكان داخل بيوتنا ستجد كراكيب نحتفظ بها،ولا يوجد لها اي ستين لازمة او منفعة غير الزحمه وشغل المكان، تفتح درج الكومودينو تلاقي مثلا غطا ازازة بيببسي بقالها في الدرج سنين،او حجر بطارية فاضي وقديم ومتعضعض، أو فاتورة مطعم بقالها سنين وصاحب المطعم في السجن ده غير علب الجبنه والصلصه والاكياس وبكر الخيط والصفايح والازايز والأوراق والفواتير القديمة لأسعار أوضة نومك اللي اشترتها من نصف قرن.
ويمكن لو فتحنا الدولاب ممكن نجد فيه شورتات وبرباتوزات مقطعه لابنك لما كان عنده سنتين وهو الآن شاب زي الهلف، هى إيه الحكاية هذه الكراكيب الموجودة في كل شبر في حياتنا واللي يجيبلك شلل رباعي إننا لا نستعمل ولا نستخدم هذه الكراكيب ولو سألت اي حد احد ليه محتفظ بها سيعاجلك باستجابه حافظها مش فاهمها ،سيقولك لك هيجي عليها وقت وهيبقالها عوزه واستخدام وياليت الأمر يقف عند حد الاحتفاظ بالكراكيب وبس..لأ..ده في كراكيب من نوع تاني خالص بتتعبنا وتأزمنا وتوترنا واحنا كلنا مش واخدين بالنا من هذه الكراكيب.إنها ياساده كراكيب الأفكار اللي في دماغنا،لو فتحت دماغ اي شخص دلوقتي واخدنا فيه جوله سريعةلنوعية وطبيعة أفكاره التي تشغلباله واهتمامه ،ستجد اكتر من نصفها تقريبا أفكار قديمه وليس لها اي فايده ومكركبه دماغه وشغلاه على الفاضي،ومش سايبه له مساحه يضع فيها أفكاره الجديدة المفيده السؤال لماذا تحتفظ بهذه بالأفكار القديمة في دماغك مع انها ليس لها فايده وترهقكك وتاخد مساحة من تفكيرك.
مفيش إجابة مقنعة زي بالضبط الكراكيب اللي في بيوتنا ،مالهاش اي قيمه ولا لازمه ومع ذلك نحتفظ بيها إنها الكركبه الفكرية والانفعالية والسلوكية.
نهج وأسلوب حياة عند كتير من المصريين،الشاطر فينا اللي بيقدر يكنس وينضف دماغه أول بأول من الكراكيب المعشعشه فيها..اهو ده اللي بيقولوا عليه
الروقان.
مجرد خاطرة