روما/ وكالة نوفا
استضافت العاصمة الإيطالية، روما، على مدار الأيام القليلة الماضية، المؤتمر الوطني التاسع عشر للمهندسين الزراعيين وأخصائيي الغابات، احتفالًا بيوم اليوبيل الزراعي الغذائي، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وألقى رئيس مجلس الهيئة الوطنية للمهندسين الزراعيين وأخصائيي الغابات (Conaf) ماورو يونيفورميني كلمة الافتتاح، حيث سلط الضوء على مسؤولية الفئات المهنية في بناء الصلة الحاسمة بين الإنتاج وحماية النظم البيئية ورعاية التراث المشترك.
تلا ذلك كلمة لنائب المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ماوريتسيو مارتينا، حيث قال: “أود أن أبدأ بتسليط الضوء على العلاقة بين إيطاليا وهذه المؤسسة الدولية، حيث يُبذل جهد متواصل للاستفادة من الخبرات والتجارب الإيطالية مع مختلف المنظمات الدولية. ولا بد من تعزيز هذه التبادلات، حيث تُنشئ الحكومات والمؤسسات الحوار الأولي. ولا يقل أهمية عن ذلك تعددية الأطراف المهنية، التي ترعاها منظمات مثل أطباء الزراعة والغابات: فهذا النهج الشعبي قادر على تحقيق نتائج باهرة. لطالما كنتُ مقتنعًا بأن لمهنتكم، إلى جانب الخبرة الفنية، قيمة دبلوماسية وسياسية، وهو ما يكتسب أهمية أكبر في هذه الأوقات. وهذه مهمة تُثقل كاهل مهنيتكم بمسؤولية أثقل من مجرد الخبرة الفنية. في هذه الفترة التي هُمّشت فيها تعددية الأطراف إلى حد ما، يجب علينا إعادة الاعتبار للاتفاقيات التي تنشأ عن توازن بين المصالح المختلفة، وأنا مقتنع بأن المهنيين مثلكم قادرون على المساهمة بفعالية، من خلال تقديم تجربة النهج الإيطالي الذي يُسهم في خدمة المهن”.
ومن جانبه، قال وزير الزراعة والسيادة الغذائية والغابات، فرانشيسكو لولوبريجيدا: “يسعدني أن أكون هنا اليوم لأُظهر رغبتنا في تعزيز التعاون الفعال بين مختلف الجهات المعنية في سلسلة التوريد. يجب أن نستعيد مركزية الزراعة والغابات”.
وأضاف: “استثمرت هذه الحكومة- حكومة جورجيا ميلوني- أكثر من 15 مليار يورو في هذا القطاع. نحن ننظر إلى هذا القطاع من منظور سلسلة التوريد بأكملها. على سبيل المثال، استثمرنا في الطاقة المتجددة، وموّلنا الشركات الزراعية التي ضاعفت إنتاجها ثلاثة أضعاف مقارنةً بالتوقعات السابقة. استثمرنا في ابتكار الآلات، الكهربائية والتقليدية. استثمرنا في استراتيجية الغابات، لأن إدارة الغابات مسألة بالغة الأهمية، حيث يجب الحفاظ على الغابات والعناية بها، واستثمرنا في سلاسل توريد الأخشاب”.
وتابع: “في إيطاليا، نحتاج إلى جودة وضوابط مضمونة وسلاسل توريد منظمة لا تقتصر فيها الاستدامة على الجوانب البيئية فحسب، بل يجب أن تكون اقتصادية أيضًا، من خلال نهج مؤهل وفعّال. لأنه يجب ضمان أعلى جودة وقيمة اقتصادية. يجب أن نزيد دخل المزارعين، ومن هذا المنظور، فإن الصلة بعملكم تتجاوز مجرد كونها مباشرة: فبدون مساهمتكم، لن نحقق نتائج عالية الجودة أو نموًا في الربحية لرواد الأعمال الزراعيين. المزارعون”.
وشدد: “يجب دعم الابتكارات في تقديمها، ولكن لا يمكن أن تكون هذه الابتكارات تكنولوجية فحسب، لأن الناس لا يمكن استبدالهم ويجب أن تظل أهمية الشخص محورية”.
خلال الجلسة التمهيدية، تحدث أيضًا المونسنيور فرناندو تشيكا أريلانو، المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي.
وفقًا لبيان صحفي صادر عن مجلس الهيئة الوطنية للمهندسين الزراعيين وأطباء الغابات، صرّح الرئيس يونيفورميني: “من خلال عملنا، نضمن توفير الخدمات الأساسية للمجتمع، لكننا ندرك أن التقييمات الفنية والتخصصية يجب أن تدمج الجوانب الأخلاقية كالشمولية والإنصاف والرفاهية الاجتماعية التي نستطيع تحقيقها”.
واجتمع حوالي 350 مشاركًا خلال المؤتمر التاسع عشر لأطباء الزراعة والغابات، الذي استمر ثلاثة أيام، وهو جمعية مهنية ذات تاريخ يمتد لمائة عام، ويبلغ عدد أعضائها حوالي 20,000 عضو في إيطاليا.
وخلال العروض التقديمية الأربعة للمؤتمر، وحلقتي نقاش مستديرتين، إحداهما في بداية البرنامج والأخرى في نهايته، تم تبادل آراء 21 ضيفًا محليًا ودوليًا، و13 حالة مرضية تُبرز مهنة الزراعة في مختلف المناطق الإيطالية. كما أُقيمت فعاليتان احتفاليتان، تضمّنتا منح جائزة مونتيزيمولو، وتسليم خمسة أطباء زراعيين وأطباء غابات فخريين، وهي شهادة تُمنح لمن كانت لهم مسيرة مهنية متميزة في إيطاليا.
صرح رئيس مجلس الهيئة الوطنية للمهندسين الزراعيين وأطباء الغابات يونيفورميني قائلاً: “من الحقائق الجديرة بالملاحظة أن أكثر من 15% من المشاركين في المؤتمر التاسع عشر كانوا دون سن الخامسة والثلاثين. إنه لأمر مُرضٍ للغاية أن نرى هذا الإقبال القوي من الأجيال الشابة على فعالية مؤسسية للرهبنة. يعاني نظام الزي الرسمي بأكمله، وليس نظامنا فقط، من مشكلة دوران الأجيال. لقد عملنا لسنوات على عكس هذا الاتجاه، ولاحظنا انخفاضًا تدريجيًا ومطردًا في متوسط أعمار الأعضاء: على مدار السنوات الخمس الماضية، شهدنا زيادة بنسبة 44% في عدد من هم دون سن الثلاثين ينضمون إلى الرهبنة. ولإشراك الأعضاء الأصغر سنًا في هذا المؤتمر، قدمنا رسوم تسجيل مخفضة. علاوة على ذلك، أتيحت لنا فرصة حضور وقائع المؤتمر كمتطوع. وأخيرًا، نظمنا مسابقة لتصميم مقاطع فيديو مخصصة للمهنة، بهدف جمع لغات الأجيال المختلفة.”

