بقلم: أحمد بدوي
المستشار الإعلامي لجامعة أسوان
الرحمة الإلهية في رحلة الإسراء والمعراج بين السماء والأرض ،لأفضل الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين ،لكن الخلق اذوه وعذبوه وشتموه وضربوه القوا القاذورات علي ظهره وهو ساجد وحاصروه في شعب بني هاشم حتي أكل أهله ورق الشجر استمر الحصار ثلاث سنوات ثم أخبره الله سبحانه بأن الوثيقة قد اكلتها حشرة الأرض الارضه الا اسم الله بسمك اللهم وقد تم فك الحصار ،ثم خرج رسول الله الي الطائف لكي ينشر هذا الدين الحنيف رحمة بالناس وداعيا الي الهداية الي الطريق المستقيم وترك عبادة الأصنام والحجر ،الا أن قلوب القوم من حوله من بني ثقيف تحولت إلي حجارة قاسية فسلطوا عليه غلمانهم وصبيانهم إن يقذفوه بالحجارة حتي أدمت قدماه وسال دمه الشريف علي الأرض ،ارسل رحمة ولكن القوم ما رحموه بل اجفوه فجلس بجوار بستان عتبة وشيبة ابنا ربيعة ،اللذان رفقا لحاله وارسلا إليه خادمهم عداس بعنقود من عنب البستان فسم الله نبينا الكريم وأكل، فتعجب الخادم وقال أنك غريب قال له رسول الله من أي البلاد أنت قال من نينوي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بلد أخي يونس فقال له الخادم كيف عرفت ذلك قال محمد صلي الله عليه وسلم أنه أخي في النبوه هو نبي وأنا نبي فأقبل عداس يقبل قدم النبي صلى الله عليه وسلم.
وهنا جاءت سحائب رحمته وعطاياه الربانية لمن أرسل رحمة للعالمين رسول الله، كأن الله أراد ان يقول له اذا كان قدرك غير معلوم عند الخلق ،فهو معلوم في السماء فجاء التكريم من الخالق ،واذا أغلقت ابواب الأرض أمامك فتح الله لك ابواب السماء ، وإذا قست عليك قلوب العباد فرحمة الله واسعه، فجاء جبريل آمين الوحي بدابة البراق في حراسة ميكائيل واسرافيل وانطلقت رحلة الإسراء من مكة المكرمة الي بيت المقدس في فلسطين،وهناك جمع الله له الأنبياء والمرسلين والملاءكة لكي يصلي بهم رسول الله إماما وهذا دليل علي أن دين الإسلام يرث كل الأديان السماوية السابقة، وان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين ،ثم تأتي رحلة المعراج والصعود الي السماء وتفتح له أبواب السموات من السماء الأولي مرحبا به أبونا ادم عليه السلام حتي يصل الي السماء السابعة فيها سيدنا إبراهيم عليه السلام ،ويقف جبريل عند هذا الحد ويقول تقدم يا محمد ،حتي يصل الي سدرة المنتهى وهناك يكتسي النبي بالنور الإلهي ويري ما يري من النعيم الذي أعده الله لأهل اليمن ويري من العذاب لأهل الشمال حتي ينقل هذا النعيم لاهل الطاعة من أمته ويقص ألوان العذاب الذي أعده الله للعصاة من أمته وتفرض عليه الصلاة خمسين في الأجر وخمس في العمل ثم يعود إلي فراشه بمكة ثم يقص ما حدث معه لأهل مكة فيزداد أهل الإيمان إيمانا وأهل الشرك والكفر نفاقا واعراضا ،ولقب أبي بكر بالصديق من يومها عندما سأله أهل قريش أن صاحبك يدعي أنه أسري به الي بيت المقدس في ليلة ونحن نضرب أكباد الإبل مسيرة شهرا ذهابا وشهرا إيابا فقال الصديق مقولته التي سجلها له التاريخ أن كان قد قال ذلك فقد صدق .
هكذا الجانب الإنساني في رحلة الإسراء والمعراج عظيم تحلي فيه الرسول الكريم بالصبر والحلم والرحمة وصدق النبوة، وغمره الله سبحانه وتعالي بالرحمة الربانية والتكريم الإلهي وعطاء صاحب العزة القائمة والمملكة الدائمة وتحلي الرفيق والصديق بالصدق والدعم والمساندة هذه صفات ما أحوجنا إليها في هذه الأيام مرورا بذكري الإسراء والمعراج التي كانت بالجسد والروح معا كما قال الله سبحانه وتعالى (سبحان الذي أسري بعبده ليلاً من المسجد الحرام الي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) وكلمه العبد تشمل الروح والجسد معا فلا مجال للشك أنها كانت بالروح دون الجسد .