بقلم : دينا سيد نجم الدين
أخصائي نفسي وإرشاد أسري واضطرابات نفسية وسلوكية للأطفال والمراهقين
في عالم يزداد وعيه يومًا بعد يوم بأهمية الصحة النفسية، يظل ذو الهمم في أمسّ الحاجة إلى اهتمام مضاعف في هذا الجانب، نظرًا لما يواجهونه من تحديات خاصة تتجاوز حدود الإعاقة الجسدية لتصل إلى الضغوط النفسية والاجتماعية.
غالبًا ما يواجه ذوو الهمم نظرات المجتمع التي قد تحمل الشفقة أو الوصم، مما يولّد لديهم شعورًا بالاختلاف أو عدم القبول. هذا بالإضافة إلى صعوبة الاندماج في بعض البيئات التعليمية أو العملية، وما يتبعه من عزلة اجتماعية قد تترك آثارًا نفسية عميقة. وتظهر الأبحاث أن معدلات القلق والاكتئاب لدى ذوي الهمم قد تكون أعلى من غيرهم إذا لم يتوفر لهم الدعم النفسي الكافي.
الدعم النفسي ضرورة وليس رفاهية
إن الاهتمام بالصحة النفسية لذوي الهمم لا يعد ترفًا، بل هو حق أساسي. فالتأهيل النفسي والاجتماعي يساعدهم على بناء صورة إيجابية عن الذات، وتعزيز الثقة بالنفس، والتغلب على الصعوبات اليومية. كما أن الأسرة تلعب الدور الأهم في منحهم الأمان والدعم، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على استقرارهم النفسي.
أما عن دور المجتمع في التمكين لا يكتمل الدعم دون وعي مجتمعي شامل يقوم على الدمج الحقيقي، سواء في المدارس أو في سوق العمل. فالمطلوب ليس مجرد توفير أماكن مهيأة، بل خلق بيئة حاضنة تقدّر الكفاءة والقدرات، لا الإعاقة. كما أن الأنشطة الفنية والرياضية والبرامج الترفيهية الموجهة لهم تُعد وسيلة فعّالة لتحسين حالتهم النفسية وتعزيز اندماجهم.
الصحة النفسية لذوي الهمم هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة، والمجتمع، ومؤسسات الدولة. والمطلوب اليوم أن ننتقل من التعامل معهم كفئة تحتاج إلى رعاية خاصة فقط، إلى النظر إليهم كطاقة بشرية كاملة قادرة على العطاء متى وجدت الدعم المناسب.
إن بناء مجتمع متوازن لا يكتمل إلا باحتواء كل أفراده، ومنح ذوي الهمم حقهم الكامل في الرعاية النفسية، احترامًا لإنسانيتهم، وإيمانًا بأنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع.
وهناك الاحصائيات العامة لذوو الهمم فإن ..
عدد ذوي الإعاقة حول العالم
يقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من إعاقة بشكل كبير بـ 1.3 مليار شخص، أي ما يقرب من 16% من سكان العالم.
أما عن الإعاقة في مصر..
نحو 12 مليون مصري لديهم نوع من الإعاقة.
المعدل الموسّع للإعاقة باستخدام تعريف broad هو حوالي 16.6% من السكان المصريين.
بعض الفئات الأكثر ضعفًا: في أغنى أو أفقر الشرائح للدخل، فئة الفقراء من المواطنين تمثلهم نسبة أعلى ممن لديهم إعاقة.
لابد من رعايتهم لان فيهم اذكياء جدا