حكاية البطل أحمد إدريس “اللغة النوبية” حيرت العالم في حرب أكتوبر المجيد

بقلم:  أحمد بدوي

المستشار الإعلامي لجامعه اسوان

وسط ما يعيشه الوطن العربي والإسلامي من جروح ودماء تسيل وقتل وتدمير للشعب الفلسطيني واللبناني فإن نسائم شهر أكتوبر العظيم تفوح بالنصر والتمكين رغم ما يحدث في فلسطين من مأساة حقيقية ربما عبرت عنها كل الشعوب بمختلف لغات العالم جراء ما يحدث من جريمة نكراء في حق الشعب الفلسطيني واللبناني،ولكن تبقي العزيمة والإصرار والإرادة القوية هي وراء انتصار المصريون لارادتهم حفاظا علي كرامة الأمة العربية وحفاظا على أوطانهم والعودة بالأراضي المصرية المغتصبة إلي حضن الوطن الأم مصر، كل عام ومصرنا الحبيبة بخير وأمن وأمان كل عام وجنودنا البواسل حماة مصر ودرعها الواقى رجال قواتنا المسلحة بالف خير وسعادة حفظ الله مصر وقائدها وشعبها وجيشها العظيم ورجال أمنها وقيادتها الوطنية المخلصة،نجد حرب اكتوبر المجيده عبرت عن ألوان وأطياف نسيج المجتمع المصري مسلم ومسيحي صعيدي وبحراوي ونوبي الكل في خندق واحد ومن أبطال حرب أكتوبر الصول “أحمد ادريس” صاحب فكرة شفرة اللغة النوبية التي حيرت اليهود في حرب أكتوبر ( ستياكي بوجومرو ، ساع آوي باجد ، اشوريا ، اوسكو )

بدأ استخدام اللغة النوبية في حرب أكتوبر كفكرة تراءت لمجند نوبي بقوات حرس الحدود يدعى “أحمد محمد أحمد ادريس” والذي علم أن الرئيس السادات يبحث عن آلية للتغلب على أزمة فك الشفرات خلال الحروب ، فعرض الصول إدريس الفكرة على أحد قاداته حيث أن اللغة النوبية يتحدث بها أهل النوبة فقط ، كما أنها لا تكتب و غير موجودة في القواميس و لهذا لم تعرف بها إسرائيل و لم تستطع التقاط أي إشارات أو رسائل لقادة الجيش المصري،كما ذكر الصول إدريس : “أبلغ قادتي الفكرة لرئيس الأركان الذي بدوره عرضها على الرئيس أنور السادات ووافق على الفور وفوجئت باستدعاء الرئيس الراحل لي” وقال : “وصلت لمقر أمني لمقابلة الرئيس السادات و انتظرت الرئيس بمكتبة حتي ينتهي من اجتماعه مع القادة ، و عندما رأيته كنت أرتجف نظراً لأنها كانت المرة الأولى التي أري بها رئيسا لمصر ، و عندما قابلني و شعر بما ينتابني من خوف وقلق اتجه نحوي ووضع يده على كتفي ثم جلس على مكتبة و تبسم لي وقال : فكرتك ممتازة ، لكن كيف ننفذها ؟ فقلت له : لابد من جنود يتحدثون النوبية و هؤلاء موجودون في النوبة وعليه أن يستعين بأبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة ، وأضاف الصول ادريس قائلاً : “هم متوفرون بقوات حرس الحدود” ، فابتسم السادات وقال : “بالفعل فقد كنت قائد إشارة بقوات حرس الحدود و أعرف أنهم كانوا جنوداً بهذا السلاح”وأضاف إدريس أنه بعد عودته إلى مقر خدمته العسكرية كان عدد المجندين 35 فرداً ، وعلم أنه تم الإتفاق على إستخدام اللغة النوبية ، كشفرة وأنهم قرروا الاستعانة بالمجندين النوبيين والذين بلغ عددهم حوالي 70 مجنداً من حرس الحدود لإرسال واستقبال الشفرات ، وتم تدريب الجميع ، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973،وأكمل إدريس قائلاً إن السادات طالبه بعدم الإفصاح عن هذا السر العسكري ، و هدده بالإعدام لو أخبر به أحدا ً، مضيفا أن هذه الشفرة استمرت متداولة حتى عام 1994 و كانت تستخدم في البيانات السرية بين القيادات ،وقال “لقد كانت كلمة “أوشريا” هي الكلمة الأشهر في قاموس الشفرات النوبية بحرب أكتوبر ، ومعناها العربي “اضرب”، وجملة “ساع آوي” تعني “الساعة الثانية”، وبتلقي كافة الوحدات كلمة “أوشريا” و كلمة “ساع آوي”، بدأت ساعة الصفر لينطلق الجميع كل في تخصصه يقهرون المستحيل ويحققون الانتصار الذي تحتفل به مصر والعرب بذكراه كل عام في مثل هذا اليوم من أكتوبر العظيم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *