حان وقت الرحيل 

بقلم: دكتوره مروه رضوان

رئيس التحرير

لا نملك أن نكتب أقدارنا؛ لكننا نملك أن نرضى بها، ونملك ايضا أن نختار البقاء أو الرحيل، نملك أن نحب أو نكرهه، خياراتنا دائماً محصورة في أمور محدده، أمور نود لو لم نُخيّر فيها، لكنني تعلمت من هذه الحياة، أنه عندما يستحيل البقاء أحزم أمتعتي وأرحل في صمت، فالمكان لم يعد مناسباً لي، والزمان لن يسير على هواي، والشخص الذي تحملت كثيرا من أجله لم يقدر كل تضحياتي، رغم أنني أخبرته يوما ما انني لم اعد اطيق أو اتحمل صدمات جديده واصفه نفسي له أنني بقايا بشر أو كما يقولون اعيش في هذه الحياه ” حلاوه روح”؛ لكن حقا لا يشعر بالنار سوى من يمسكها، وعن اي احساس احدثكم طالما من كان سبب عذابي هو القاضي والجلاد.

اشعر كثيرا أن من اجتهدت لاسعاده وتوسمت فيه الخير والأصاله ونبل الاخلاق، هو من اجتهد أيضا للقضاء على ما تبقى بداخلي، انخدعت بحديثه المنمق وكلامه المعسول، والاحلام الورديه، ويبدو أن كل هذا كان ستارا يخفي ورائه مصائب كثيره ترتبت خصيصا لي لا اطيقها، ودموع صارت لن تجف لإنسان كان على حافه الهاويه وسقط ولكن بأي ذنب؟!

حاولتُ كثيرا أن ألفت نظره لما أمر به من عذاب وألم يقتلني، وتحدثت معه مرارا وتكرارا حتى أصبحت عاجزه عن الكلام، ولم اتلقى منه سوى الوعود الواهيه بغدا افضل ومستقبل باهر كعادته.

حاولت حتى أن أسترجع الذكريات علها تحثُني على البقاء ولكِنها لم تكن هناك، لم يعد امامي شيء سوى الرحيل، فأنا الآن أمسك بيدي وكأنني طفله صغيره جرت دموعها، وألملم ما تبقى بداخلي، لأرحل في صمت ذاهبه بعيد، لعلني اتمكن من مدواه جروجا كثيره بذنوبا لم اقترفها، سأرحل وانا مهزومه لكنني لن انكسر وساعود يوما ما اقوى مما كنت، فشدائد كثيره عصفت بي لكنها لن تكسرني، سأذهب لانك لم تترك امامي خيارا اخر، سأذهب وانا على يقين أن ضميري مرتاح…الأن فقط يا عزيزي حان وقت الرحيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *