كتبت: دعاء سيد
النبي(ﷺ) هو الرحمة المهداة والنور الذي أضاء طريق الإنسانية جمعاء، وُلِد رسول الله (ﷺ) في عام الفيل، يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول في مكة المكرمة، كان مولده حدثًا استثنائيًا يحمل بشارة الخير والهداية للعالمين.
وُلِدَ النبي(ﷺ) لأب يدعى عبد الله بن عبد المطلب، وأم تُدعى آمنة بنت وهب، وهما من أشرف بيوت قريش نسبًا، قبل أن يرى النبي (ﷺ) النور، توفي والده عبد الله وهو جنينًا في بطن أمه؛ ليعيش النبي(ﷺ) يتيم الأب منذ بداية حياته، تولى جده عبد المطلب رعايته بحبٍ واهتمام، ثم انتقلت الكفالة إلى عمه أبو طالب بعد وفاة جده، فكانت هذه النشأة درسا للبشرية عن قدرة الإنسان على تجاوز المحن وتحقيق أعظم الإنجازات.
لم يكن مولد النبي(ﷺ) مجرد حدث عادي؛ بل صاحبه العديد من البشائر التيّ دلت على عظمة الرسالة التي سيحملها، قيل إن نار فارس انطفأت، وهي التيّ لم تكن تنطفئ منذ مئات السنين، وارتج عرش كِسرىٰ وانشق إيوان مدائنه، في إشارة إلى زوال الظلم والفساد وبزوغ فجر جديد يحمل العدل والحق، فمنذ نعومة أظفاره، كان النبي(ﷺ) معروفًا بالصادق الأمين، وكانت حياته قبل البعثة مثالا يحتذى به في مكارم الأخلاق، ما جعل قريش تعترف بمكانته وصدقه حتى قبل أن يُبعث نبيًا.
بعد نزول الوحي تحول مسار البشرية، فقد جاء النبيُّ(ﷺ) بالإسلام دين الحق الذي يدعو إلى عبادة اللِّه الواحد الأحد، ويرسي مبادئ العدل والمساواة والتسامح، عاش النبي(ﷺ) يتيمًا؛ لكنه تجاوز هذه المحنة بثباتٍ وصبر، ليصبح أعظم شخصية في التاريخ، وكان النبي(ﷺ) يعمل برعي الغنم والتجارة، وأدار هذه الأعمال بأمانةٍ وإخلاص، وعلى الرغم من مكانته العظيمة، كان النبيُّ(ﷺ) بسيطًا في حياته، يتعامل مع الناس بمحبة ورحمة.
نشأة النبي(ﷺ) ليس مجرد ذكرى تاريخية؛ بل هي محطة للتأمل والتعلم، فهو تذكير دائم بالرسالة السامية التيّ حملها إلى العالم، والتيّ تدعو إلى السلام والحب والتسامح، فلنحرص على دراسة سيرته، والاقتضاء بأخلاقه؛ لنحقق الخير لأنفسنا وللمجتمعات من حولنا.