كتبت: دعاء سيد
اللُّه -سبحانه وتعالى- هو القريب المجيب الذي لا تغيب عن سمعه نجوى ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، حين تلجأ إليه في شدتك وضعفك، يُظهر لك لطفه الخفي ويفتح أمامك أبوابًا من الأمل والنور، حتى ولو كنت تعتقد أنّ جميع الأبواب قد أُغلقت، يقول اللُّه -تعالى-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (البقرة: 186)، هذه الآية تحمل في طياتها وعدًا صادقًا من اللِّه للمؤمنين بأنّ كلَّ من يلجأ إليه لن يُرد خائبًا.
اللُّه -عز وجل- قريب من عباده، يسمع دعاءهم ويعلم حاجاتهم وآمالهم، قد تشعر أحيانًا بثقل الهموم وضيق الصدر؛ ولكن اللَّه -سبحانه وتعالى- أقرب إليك مما تظن، فعن أبي هريرة -رضى اللُّه عنه- أنّ النبيَّ (ﷺ) قال: “إنّ اللَّه يقول: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا دعاني” (رواه مسلم)، هذه الكلمات النبوية تملأ القلوب طمأنينة؛ لأنّك مهما كانت أحزانك وأوجاعك، هناك ربٌ كريم ينتظر منك الدعاء؛ ليمنحك الفرج والراحة.
من أعظم صور الإيمان باللِّه -سبحانه وتعالى-، أن يكون في قلبك يقين بأنّه سبحانه سيُحقق لك الخير حتى لو طال الانتظار، اللُّه -تعالى- يقول: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (الشرح: 6)، وهذا وعد رباني بأنّ اليسر دائمًا مصاحب لكلِّ شدة مهما طالت أو اشتدت، والنبيُّ (ﷺ) علَّمنا أيضًا كيف نحسن الظن باللِّه، فقال (ﷺ): “ادعوا اللَّه وأنتم موقنون بالإجابة” (رواه الترمذي)؛ لذلك كلما دعوت اللَّه بقلبٍ صادق ومتيقن بإجابته، فإنّ اللَّه سيكرمك بأكثر مما طلبت وأفضل مما رجوت.
في الأوقات التيّ تضيق فيها السبل وتتقطع بك الأسباب، تذكر دائمًا أنّ اللَّه -تعالى- وحده هو القادر على كشف الضر عنك، قال -تعالى-: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} (النمل: 62)، الفرج الذي يرسله اللُّه لا يقتصر فقط على إزالة المشكلات؛ بل يتجلى أحيانًا في سكينة يمنحها لقلبك، أو أمل يزرعه في روحك.
القرب من اللِّه -عز وجل- هو أقصر طريق للسعادة والاطمئنان، تأمل قوله -تعالى-: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (ق: 16)، هذه الآية تُشعرنا بأنّ اللَّه -تعالى- حاضر معنا في كلِّ لحظةٍ ومطّلع على كلِّ همسةٍ ودعوة، فقط ثق باللِّه وأحسن الظن به، وستجد الأبواب تُفتح، والهموم تنجلي، والفرج يأتي من حيث لا تحتسب.