كتبت: دعاء سيد
القرآن الكريم هو كتاب اللّٰه المُنزل، أنزله على نبيه محمد (ﷺ)؛ ليكون نورًا وهدايةً ورحمةً للعالمين، قال -تعالى-: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} (الإسراء: 82)، فالقرآن يحمل في طياته الشفاء الروحي والجسدي، ويضيء للمسلم طريقه ليحيا حياة طيبة قائمة على الطاعة والبر والإحسان.
يُعد القرآن الكريم أساس الدين الإسلامي، ومرجع المسلم في شؤونه كلها، سواء كانت دينية أو دنيوية، وقد وصفه اللُّه -تعالى- بأنه “هدى للناس” في قوله -تعالى-: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: 185)، فهو الكتاب الذي يفصل بين الحق والباطل، ويبين للمؤمنين طريق الخير الذي يرضي اللُّه -سبحانه وتعالى-.
وقد جاء في حديث النبيِّ (ﷺ) ما يبين مكانة القرآن في حياة المسلم، فقال: “خيركم من تعلم القرآن وعلَّمه” (رواه البخاري)، فهذا الحديث يعكس أهمية العلم بالقرآن الكريم وفهمه، ومن ثم تعليم الآخرين وتبليغهم هداية اللّٰه للناس كافة.
إن للقرآن الكريم آثارًا وبركات في حياة المؤمن، حيث يعد القرآن مصدر السكينة والطمأنينة؛ فقد أشار اللُّه -تعالى- إلى ذلك بقوله -تعالى-: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد: 28)، فهو يلهم الإنسان الصبر والاحتساب، ويبعث في نفسه الأمل والتفاؤل حتى في أصعب المواقف، كما أنّ قراءة القرآن بتدبر وتفكر تجعل المؤمن أكثر تعلقًا بربه، وأكثر حرصًا على تجنب الذنوب والمعاصي، قال -تعالى-: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (ص: 29)، فتدبر القرآن يزيد في الإيمان ويهدي المؤمن للقيام بالأعمال الصالحة.
للقرآن الكريم فضل كبير على من يتلوه ويتدبره، وقد وردت في السنة النبوية أحاديث تؤكد هذا الفضل، فقد قال النبيُّ (ﷺ): “اقرؤوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” (رواه مسلم)، فمن قرأ القرآن وعمل بما فيه وجعله منهجًا لحياته، فإنّ القرآن يشفع له يوم القيامة ويكون حجةً له أمام اللِّه -عز وجل-، كما أنّ قراءة القرآن تزيد في الحسنات وتُعلي من منزلة المسلم عند اللِّه، فقد قال النبيُّ (ﷺ): “من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها” (رواه الترمذي)، وبهذا يتبين أنّ القرآن هو باب من أبواب الخير الذي يضاعف الأجر ويرفع الدرجات.
يساعد القرآن الكريم في تهذيب النفس وتقويم السلوك، فهو يعلم المسلم القيم الأخلاقية العالية كالصدق والأمانة والتواضع والعدل والتسامح، وقد حث اللُّه -تعالى- على مكارم الأخلاق في قوله -تعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القلم: 4)، في مدح النبيِّ (ﷺ)؛ فالقرآن يهدي الإنسان إلى الأخلاق الكريمة ويُبعده عن السوء والفساد.
القرآن الكريم هو رفيق المسلم في الحياة، وهو الزاد الذي يُعينه على تحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، وقد قال اللُّه -تعالى-: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} (طه: 123)، فالتمسك بآيات الله والسير على هداها يضمن للمؤمن حياة مستقيمة مطمئنة.