القاضي الذي قبل يد القاتل

كتب: عبدالرحمن مؤمن 

الواقعة حدثت في عام 1910 بمدينة بيروت

شخص يمشي بالسوق
فسب رسول الله محمد صل الله عليه وسلم ..

فسمعه أحـــد المارة ،
فما كان منه إلا ودخل دكاناً يبيع السكاكين ،
وسحب سكيناً
وضرب بها ذلك الرجل ، فأرداه قتيــــــــلاً ..

وبعد مضي عامين ،
وصلت القضية إلى محكمة جنايات بيروت ..

المتهم بالقفص ..
الجلــــسة علنية والقاعة مكتظة بالناس ،

القاضي للمتهم : لماذا قتلت الرجل ..؟
المتهم : ياسيدي ،
سمعته يشـــتم رسول الله ،
وإنني أعشق رسول الله ، وفقدت أعصابي ،
ولا اعرف كيف تصرفت هكـــــذا … !!

القاضي بعد المداولة ،
حكمت المحكمة بالاشغال الشاقة 15سنة ،
لإرتكابك جناية القتل قصــــداً ..

ولإسقاط الحق الشخصي ،
تم تخفيض العقوبة الى النصف ..

وللإسباب المخففة التقديرية ،
التي تراها المحكمة ، الاكتفاء بمدة توقيفك ..

انتــــهى القـرار ..

وتابع القاضي : ياشرطي ،
فك قيد المحكوم واطلق سراحه ،
وينزل القاضي من قــوس المحكمة ،

ويقترب من المحكوم : يا بني ،
بأي يد قتلت من شـــتم حبيبنا رسول الله .. ؟

المحكوم : بيدي اليمنى ..
القاضي : يا ابني مـد يدك ، فمد المحكوم يده ،
فقبـــلها القاضي وهــــــو يبكي ،
وبكى كل من كان بالقاعة ..

وكتبت عدلية بيروت إنذاك إلى وزير العدل ،
أن رئيس المحكمة يقبل يد القاتل ،

فصدر قراراً ،
يقضي بنقل القاضي الى المدينة المـــنورة ..

وتحقق حلم القاضي المنقول ،
واستجاب الله دعوته ، التي كان يدعــــو بها ..

( اللهم إجعل أخر أيامي بجوار نبيك في مدينته )

هل تعلمون من هو القاضي .. ؟

إنه القاضي يوسف النبهان ،
وله مؤلفات بمـــدح رسول الله ..

وهو لبناني الأصل
ومدفون في مقبرة الباشورة في بيروت ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *