العشق الشافي: رحلة المرأة الداخليه بين الحب والتوهان والشفاء في شعر نجلاء حسن

بقلم: هايدى فلفل  

في ديوانها “العشق الشافي”، تقدم الشاعرة ” نجلاء حسن “تجربة شعرية غنية تحتفي بمشاعر المرأة في رحلة داخلية خاصة للمرأة المصرية والعربية، وتصور الحب كقوة شفائية تتجاوز مجرد العلاقة العاطفية ليصبح تجربة روحية متكاملة. الديوان يعكس رحلة المرأة بين الحلم والواقع، وبين الانتظار والأمل، وبين الألم والشفاء، متخللاً التوهان، الحب، الصمت، العزلة، والوجع.

الحب كعلاج للروح

العنوان وحده يعكس الرؤية الجوهرية للديوان. الحب هنا ليس مجرد رغبة أو تفاعل بين شخصين، بل هو عملية تطهر نفسي وروحي، حيث تصف الشاعرة غمر النفس بالعاطفة وكأنها فيضان من الماء، خصوصاً في:

القصيدة رقم (4): “في كل الصباحات التي خلت من القصائد

انتظرت يوماً أن أكون جزءاً أو حرفاً أو معنى في قلب صادق

انتظرت وانتظرت وانتظرت حتى يئست عيناي من فيض الغيث”

تعكس هذه الأبيات الانتظار الطويل والانغماس في المشاعر، حيث يمثل الغيث والفيض رمز الاحتواء والارتواء العاطفي.

المرأة محور التجربة الشعرية

الشاعرة تعرض المرأة في حالات متعددة من القوة والحساسية والشغف الداخلي:

القصيدة رقم (12): “في ذاكرة الهواء”

تجسد عزة النفس عند المرأة وقدرتها على التحليق بشغفها دون فقدان هويتها واستقلاليتها.

القصيدة رقم (42): “بن صوت الصمت .. والهدوء”

تنقل المرأة إلى حالة أعمق من الوعي الذاتي والانغماس الروحي، مخلصة بين نفسها وبين نفسها لتجديد العشق الداخلي، بعيداً عن أي ضغط خارجي.

الأسلوب الشعري

تتميز الدكتوره نجلاء حسن بأسلوب شاعري غني بالصور والاستعارات، حيث يخلق تجربة غامرة للقارئ. التكرار العاطفي يعكس الانغماس الكامل في المشاعر، بينما الرموز مثل الغيث، الفيض، العناق، الصمت، والعزلة، تبرز التجربة الداخلية للمرأة وقدرتها على مواجهة الألم والتحرر النفسي.

التوهان، الصمت، الألم والانتظار

القصائد تجسد شعور المرأة بالتوهان في بحور المشاعر، حيث يغمرها الحب بكل ما فيه من شغف وغموض، ويصبح التوهان حالة تسمح للروح بالتحرر والانغماس في المشاعر. الصمت والعزلة يمثلان لحظة إعادة النظر في الذات وتجديد الحب الداخلي، بينما الوجع والألم والانتظار تمنح النص عمقاً إنسانياً وتبرز رحلة المرأة نحو الشفاء النفسي.

الحب كقوة شفائية

على الرغم من الألم والوجع، يظل الحب في “العشق الشافي” هو الوسيلة الأساسية للشفاء النفسي والعاطفي، يعيد للمرأة الأمل والطاقة، ويجعلها تتجاوز تحدياتها الداخلية والمجتمعية.

ترى الاعلاميه هايدى فلفل ان

“العشق الشافي” ليس مجرد ديوان شعري عن الحب، بل تجربة فلسفية ونفسية متكاملة للمرأة التي تبحث عن ذاتها في عالم متقلب ومليء بالتحديات. نجلاء حسن تقدم رؤية شعرية غنية بالمشاعر والرموز، فتترك للقارئ تجربة انغماس شعوري وروحي فريدة.

كما يظهر ديوان العشق الشافي أن الحب والشعر يمكن أن يكونا بمثابة طبيب نفسي للمرأة، يقرأ ماضيها وحاضرها ومستقبلها بعين فاحصة، ليخفف عنها آلامها ويعيد لها التوازن الداخلي، حتى لا تتألم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *