كتبت: دعاء سيد
تتجلى أُسس العدل والإنصاف في الإسلامِ بشكلٍ لا لبس فيه، وتتضح هذه القيمة العظيمة من خلالِ قول اللّه-تعالى- في القرآن الكريم: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» (النحل: 90).
تُركز هذه الآية الكريمة على أنّ اللّه -تعالى- يأمرُ بالعدلِ والإحسان، وهما الأساسان لبناءِ مجتمعٍ متين ومستدام، يُفترض على المسلمِ أنّ يتحلى بالعدلِ في تعاملاتهِ مع الآخرين، سواء كان ذلك في الحياةِ اليومية أو في القضاءِ والحكم.
وفي سياق ذلك، يأتي قول اللّه -تعالى-: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا وَإِن تَلْوُا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا» (النساء: 135)، تُظهر هذه الآية أهمية القوامة بالعدلِ حتى وإن كان ذلك ضد الذاتِ أو الأقربين، وتأكيد بأنّ اللّه -تعالى- أولى بالعدلِ حتى فيما يتعلق بالغنى والفقر.
أما في الحديثِ النبويِّ الشريف، فقد قال رسول اللّه(ﷺ):«العدل هو الضوء يوم القيامة» (رواه مسلم)، ويتضح من هذا الحديث أنّ العدل يكون سببًا للنورِ في الآخرةِ، وهو دليل على الأهميةِ الكبيرة التي يُولى لها العدل في الإسلامِ، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول اللّه(ﷺ): «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ» (صحيح مسلم)، مشيرًا إلى حقِ المسلم في عدمِ تعرضهِ للظلمِ وحقه في العدالةِ.
هنا يفتح القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أبواب العدل أمام الناسِ لضمانِ حياة مجتمعية متوازنة وسليمة، ويُشجع المسلمون على تحقيقِ العدل في جميعِ جوانب الحياة، سواء في القضاء أو التعاملات التجارية، أو الأسرة؛ فيتجلى دور العدل كأساسٍ للملكِ في الإسلامِ من خلالِ أوامر قرآنية وأحاديث نبوية تحثُ على العدلِ والإحسان في جميعِ جوانب الحياة.